المراهقين السياسيين الذين يفضّلون العودة إلى الأردنّ، هدفهم يتفق مع هدف اليمين الإسرائيليّ لتخريب الأردن، وإثارة القلاقل، لتحويله إلى وطنٍ بديل، وكأنّ الأردنَّ متاعاً سائباً ليسَ له أهلٌ ولا جيشٌ ولا أجهزةٌ أمنية وليس لديه مؤسسات، يا سادة يا كرام، الأردنُّ آخرُ قلاعِ العربِ الصامدة، قوةً ومنعةً واستقراراً ومواجهةً للأطماع التوسّعية الإسرائيلية، سِرّ استقرار الأردن هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، أغلبية المهاجرينَ في الأردنِّ يحفظونَ الجميلَ، (وهل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان)! .
الفتنة نائمةٌ، لعنَ اللهُ من يوقِظُها، القضيةُ الفلسطينيةُ؛ هي قضيةُ الأردنِّ الأولى، لأسبابٍ وطنيةٍ قوميةٍ دينيةٍ تاريخيةٍ، الأردنُّ هوَ أوَّلُ من كسرَ الحصارَ على غزة، وأنزل المساعداتِ الإنسانيَّةِ في أجواءٍ محفوفةٍ بالمخاطرِ، جلالةُ الملكِ نفسهُ شاركَ في الإنزال الجويّ، كما فعلت سموّ الأميرة سلمى، كما وشارك سموّ وليّ العهد في رحلاتٍ متعددة للإشراف على وصول المساعدات الإنسانية، كلَّ هذا جزءٌ من واجبنا، ولا ننتظر الشكر من أحدٍ، ولا نطلبُ شهاداتِ حُسنِ السلوك، ولكننا نرفض الإساءة ونرفض التشويه، ونرفض التضليل.
السيد أبو مرزوق، يرغب بالعودة إلى الأردن بعد خروجه من قطر، وكأنّ الأردنّ فندق في جزء القمر، لكنني مقتنعٌ أنه يحمل مشروعاً إيرانياً للتوسع على حساب الأردن، لاستكمال الهلال الشيعيّ، وبسط نفوذها الذي يستهدف الأمن والإستقرار، وإثارة الفوضى، خدمةً للمشروع الصهيونيّ.
طوى الأردنُّ صفحةَ الوطنِ البديلِ منذُ زمنٍ بعيد، وأغلق البابَ إلى غيرِ رجعةٍ، لأنه يرى أنّ خيار حلّ الدولتين لا زال مشروعاً معقولاً مقبولاً دولياً وقابلاً للحياة، كما أنّ المهاجرين والأنصار في الأردن يقفون خلف القيادة الهاشمية التي ترفض التوطين وترفض الوطن البديل، الأردن لحمه مرّ المذاق، دونه الحراب والسيوف والبنادق، الأردنّ سمٌّ نقيعٌ قاتلٌ للأفاعي إذا ما خرجت من جحورها، الأردنّ عصيٌّ على الطامعينَ والحالمينَ للنيلِ من أمنه واستقراره .