أفادت دراسة حديثة أن حمض الأراكيدونيك، وهو حمض أوميغا 6 الدهني غير المشبع الموجود في الأطعمة مثل المأكولات البحرية، والبيض، واللحوم، قد يكون عاملاً مهمًّا في تقليل خطر الاضطراب الثنائي القطب.
وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة الطب النفسي البيولوجي، إن المستويات الأعلى من حمض الأراكيدونيك ترتبط بانخفاض معدل الإصابة بهذه الحالة؛ مما يلقي الضوء على التدخلات الغذائية المحتملة لإدارة الاضطراب ثنائي القطب والوقاية منه.
وبحسب موقع "ميديكال نيوز، فإن الاضطراب ثنائي القطب يؤثر على ملايين الأفراد في جميع أنحاء العالم، ولا يزال البحث عن استراتيجيات فعالة للوقاية والعلاج مستمرًّا، وهو حالة صحية عقلية تتميز بتقلبات شديدة بين مستويات الهوَس والانخفاضات الاكتئابية.
ويمكن لهذه التقلبات المزاجية أن تعطل حياة الفرد بشدة، وغالبًا ما تعزى إلى عوامل وراثية.
ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن مستويات حمض الأراكيدونيك قد تلعب أيضًا دورًا حاسمًا في تطور وشدة الاضطراب ثنائي القطب.
وقام الباحثون، بقيادة الدكتور ديفيد ستايسي من جامعة جنوب أستراليا، بتحليل البيانات الأيضية لأكثر من 14000 فرد أوروبي.
وحددوا 33 مستقلبًا مرتبطًا بالاضطراب ثنائي القطب، مع كون حمض الأراكيدونيك أحد الدهون الرئيسة المرتبطة بالحالة.
والأهم من ذلك، وجدت الدراسة أن المتغيرات الجينية داخل مجموعة الجينات FADS1/2/3، المسؤولة عن تحويل حمض اللينوليك إلى حمض الأراكيدونيك، كانت مرتبطة بقوة بمخاطر الاضطراب ثنائي القطب.
وفقا للباحثين، تشير النتائج إلى أن الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي لانخفاض مستويات حمض الأراكيدونيك في البلازما قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، مؤكدين على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الآليات البيولوجية الأساسية المعنية.
وقالت الدراسة، إن أحد الآثار المترتبة على الدراسة هو إمكانية التدخلات الغذائية للتخفيف من خطر الاضطراب الثنائي القطب.
وأضافت: "بما أنه يتم الحصول على حمض الأراكيدونيك من خلال النظام الغذائي، فإن تحسين تناول الأطعمة الغنية بهذا الحمض الدهني، مثل المأكولات البحرية، والبيض، واللحوم، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذه الحالة".
وتابعت: "مع ذلك، لم يتم بعد تحديد المستويات المثالية لحمض الأراكيدونيك؛ مما يسلط الضوء على الحاجة إلى إجراء تحقيق إضافي في هذا المجال".
وفي حين أن الدراسة توفر رؤى واعدة حول دور حمض الأراكيدونيك في الاضطراب الثنائي القطب، لا تزال هناك العديد من الأسئلة دون إجابة، إذ يعمل الباحثون على فهم كيفية تأثير حمض الأراكيدونيك على نمو الدماغ وعمله، بالإضافة إلى آثاره المحتملة على الاضطرابات النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المزيد من التحقق من صحة هذه النتائج يمكن أن يؤدي إلى تطوير مؤشرات حيوية للدم لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب، ومعالجة الفجوة الحالية في التشخيص السريري.
ومع استمرار العلماء في استكشاف التفاعل بين علم الوراثة والتغذية والصحة العقلية، قد تظهر فرص جديدة للتدخل والدعم؛ مما يوفر الأمل للمتضررين من هذه الحالة الصعبة.