مستشارية شؤون العشائر من اقدم الإدارات في الديوان الملكي الهاشمي ، وهي اليوم همزة الوصل بين جلالة الملك والعشائر الأردنية ،كما كانت تاريخيا منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية الأولى بقيادة المغفور له الملك عبد الله الأول، حين امر رحمه الله بتعيين الأمير شاكر بن زيد نائبا لرئيس اول حكومة اردنيه في التاريخ في 11 نيسان 1921م.
واليوم يسير جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية الرابعة على خطا اجداده البر الميامين ، فيولي عشائرنا الأردنية، في كل مواقعهم ، وعلى امتداد مساحة المملكة ، اهتماما خاصا ، يليق بدورهم الريادي في بناء المملكة ، وبتضحياتهم لحمايتها ، وبأخلاصهم وانتمائهم للوطن ،وولائهم للقيادة الهاشمية،على مدى عقود طويلة من تأسيس المملكة .
اذ يحرص جلالته على التواصل الدائم مع شيوخ ووجوه وأبناء العشائرالأردنية، والالتقاء بهم سواء في مضاربهم، اوفي الديوان الملكي الهاشمي – بيت الأردنيين - .
كانت "مستشارية العشائر" في الديوان الملكي الهاشمي حتى وقت قريب ، تنفذ تماما توجيهات جلالة الملك الخاصة برعاية شؤون العشائر كمواطنيين شركاء في الحكم، فتجذرت العلاقة بين جلالة الملك وجميع شيوخ ووجهاء وممثلي عشائر المملكة الذين راوا في "المستشارية" عونا لهم في إيصال مطالبهم واحتياجاتهم للحكومة ، كما راي فيها جلالته عون له وللحكومة ، لتقديم المزيد من الخدمات للعشائر في مواقعهم ، من خلال خطط التطوير والتحديث التي يقودها جلالته ، وكان لهم فيها نصيب كبير وفي جميع مجالات الحياة .
ما كان ذلك ليتحقق أصلا لولا حرص "المستشارية" على تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبد لله الثاني حرفيا ، والارتقاء الى مستوى طموحات ونهج جلالته ، في ادامة التواصل بين" المستشارية" وأبناء الباديه والعشائر الأردنية ، والاهتمام بشؤونهم، وفتح أبواب " المستشارية " ، لكل شيوخ ووجوه وابناء عشائر المملكة .دون تمييز، لأن الأردنيين كلهم متساوون حسب الدستور الاردني ، وحسب النهج العشائري المتعارف عليه بين العشائر الاردنية.اما اليوم فالحال يختلف تماما ..فماذا تغير؟ ولماذا لم تعد مستشارية العشائر بمستو ى طموحات العشائر التي تستمد طموحاتها من طموحات سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ؟
يرى الكثير من أبناء العشائر بأن "المستِشارية " لم تعد اليوم تسير على نهج جلالة الملك عبد الله الثاني ، الذي يرى في كل مواطن شريكا في اتخاذ القرار تماما كم هو الهدف السامي من اتخاذه .
المتعارف عليه اردنيا ان شيخ العشيرة، قاض وزعيم ، ومصلح عشائري اجتماعي ، وبيرق من بيارق الوطن الهاشمي بمن وما فيه.
لقد أصبحت مستشارية شؤون العشائر ،عبئا على أبناء البادية، رغم انها أسست قبل عقود من اجل خدمتهم ، وليكونوا شركاء في اتخاذ القرارات الخاصة بهم ، وعونا للدولة الأردنية في تنفيذ الإصلاحات الملكية ، في التحديث والتطوير، والتي تستهدف الارتقاء بمستوى حياة الأردنيين ومنهم أبناء العشائر الأردنية في بوادي الأردن وكل مناطق تواجدهم على ارض الوطن.
لم تحقق مستشارية العشائر الأهداف التي وجدت أصلا من اجلها، فلم تعد كما كانت سابقا ، واختفى نورها ودورها ، بعد ان توقفت عن العطاء، والمبادرة، وتنفيذ المهام الموكلة لها لتكون صلة وصل محكمة وامينة مع العشائر الاردنية تساهم إيجابيا في خدمتها..
لقد فشلت" المستشارية" في نقل الرؤى الملكية الهاشمية ، وفي القيام بدورها المناط بها أصلا ، مما اضطر دوائر وأجهزة ووزارت أخرى للقيام بما لم تقم به ..والجميع يضرب كفّا بكفّ ، ولسان الحال يقول .. هل هذه فعلا مستشارية شؤون العشائر التي كنا نعرفها عن قرب .. ؟
ومما يؤكد مانقول ان وزارة الداخلية ووزارت ومؤسسات ودوائراخرى ، باتت تقوم بمهام أقرب لأعمال "المستشارية" ، التي دابت على القيام بها سابقا ، الكثير من المعطيات يمكن الحديث عنها لتوصيف الحالة التي وصلت اليها والتي تثير مشاعر غضب وعتب لما هي عليه اليوم .
كانت " المستشارية" سابقا وثيقة الصلة بالعشائر الاردنيه عبر شيوخها ووجهائها وشبابها ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مناطقها ..لكنها لم تعد كذلك اليوم .
كانت المستشارية سابقا تهتم كثيرا بمكرمة أبناء العشائر وبالمكارم الملكية الأخرى الخاصة بتنمية البوادي الاردنيه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وخدميا وتعليميا ولكنها لم تعد كذلك اليوم .
كانت "المستشارية" سابقا لسان حال كل طلبة أبناء البوادي الأردنية حين ينهون "التوجيهي " ينظرون لها بأمل لمساعدتهم للالتحاق بالجامعات عبر مكرمة أبناء العشائر ،، لكن الأمل ضاع وضاع معه مستقبلهم .
حتى منح لقب "شيخ " الذي هو أساس المجتمع العشائري ، لم تعد "المستشارية" قادره على منحه بعد تصريح سرعان ما تم نفية و المنشور على كثير من الوكالات الاعلامية الاردنية بعد تعيين المستشار كنيعان باشا البلوي ، رغم ان عماد العشائر الاردنيه شيوخها ، وهم في العرف العشائري زعماء محليين ،وقضاة عشائر، ومصلحين اجتماعيين ، وعلم من اعلام الوطن ،وركيزة من ركائزه الاساسية ، والناطقين باسم عشائرهم .
حالة من الغموض تكتنف وضع "المستشارية "، نحن هنا لسنا بصدد الهجوم عليها بقدر ضرورة توضيح ما يجري ، لأننا نحب الملك والوطن والعشائر ، فأبناء البادية يثيرون كل يوم تساؤلات محقّة ، فالمستشارية هي وسيلتهم الهامة ، وهي الطريق نحو تحقيق ما يرغبون به في مجالات عديدة ، واليوم غابت" المستشارية "وبقي العنوان فقط والذي لا يسمن ولا يغني من جوع
وحتى تعود "المستشارية" الى عهدها الذهبي ، على ادارتها ان تنفذ فقط توجيهات جلالة الملك بالتواصل الفعال مع العشائر الأردنية ، والتواصل والتعاون والمتابعة الدورية لكافة القضايا التي تهم أبناء العشائر ، وعدم التمييز بين شخص واخر ، في اطار متكامل من الشراكة مع العشائر الاردنيه من ناحية ، ومع الشركاء في الدولة الأردنية ، سواء اكانوا في القطاع الرسمي او مؤسسات المجتمع المدني ، لتقديم اقصى مايمكن تقديمه لعشائرنا بالحوار المتواصل مع شيوخ ووجوه العشائر ، والتوصل ال حلول للقضايا العشائرية ، واحداث تنمية مستدامة في مناطقهم تنعكس إيجابيا على حياتهم ومستقبله ومستقبل أبنائهم ،والبناء المؤسسي لتحقيق كل ذلك وفق برامج ذات سقوف زمنيه لكل محور على حدة وصولا الى التنمية الشاملة لكافة مناطق البوادي الاردنيه .
املنا كبير في التغيير الإيجابي لتبقى مستشارية العشائر في الديوان الملكي الهاشمي كما أرادها المؤسسون الأوائل عونا للوطن وجلالة الملك والديوان الملكي ولصانعي القرارات في المملكه وليست عبئا عليهم