هذا العنوان لكتاب يتحدث عن الاعتداءات الاسرائيلية وهو من اصدارات اللجنة الملكية لشؤون القدس حيث اشرف على اعداد هذا الكتاب وجمعه وتبويبه الباحثان المميزان أ.محمد سدر ود. نصر شقيرات وقد شاركا في العديد من الدراسات والابحاث في الشؤون التاريخية والسياسية للقضية الفلسطينية والتي تمثل جوهر الصراع في الشرق الاوسط والكابوس الذي يزعج حلم السلام في المنطقة . وقد توج هذا الكتاب بعبارة (لن نرحل ) نعم لن نرحل ما دمنا اصحاب حق واصحاب قضية نعم لن نرحل ما دمنا اصحاب ارض وهوية لن نرحل .
قد ارتأ الباحثان في الحديث عن الاعتداءات الاسرائيلية على الاحياء والقرى والبلدات المقدسية بصورة خاصة تمشيا مع عنوان الكتاب حيث قدم الكتاب بصورة النص السردي والذي يستخدم الادوات مثل الخارطة الملونة والارقام وبعض الوثائق التاريخية اللغوية في الوصف الكامل للحدث والاستعانة بنفس الوقت بالنصوص التاريخية التي تساند الكاتب في طرح الموضوع وخاصة ان كان الموضوع ينم عن عقيدة صادقة ارتبطت بالارض والتي تعتبر امرا مقدسا للباحث والكاتب في اّن واحد ، فالاحظ ايضا بان الكتاب قدم في طريقة اعتمدت على استيعاب الافكار المطروحة من قبل القاريء وذلك لتسهيل عملية الاستقطاب الذهني للمعلومة والفكرة والحدث . ان المعادلة الروائية في الانتاج الادبي باي كتاب يتم اعداده يعتمد على ثلاثة عناصر العنصر الاول الكاتب( الباحث) والعنصر الثاني المصدر وهو عبارة عن المعلومة ومكانها ثم العنصرالثالث وهو القاري ودوره فاعلا لايستهان به انطلاقا من العملية البحثية السليمة لاعداد كتاب بمثل هذه الصورة فالكاتب يهمه بأن يجد من يقرأ له ويسوق له كتبه. واني ارى بان هذا الكتاب قد اكتملت فيه المعادلة المذكورة آنفا نصا ومعادلة.
ان الاعتداءات الاسرائيلية لم تكن وليدة اللحظة ولم تكن محدود المكان الجرمي بحق الشعب الفسطيني وبيوم من الايام بمنطقة معينة في فلسطين المحتلة بل شملت جميع الاراض والاحياء السكنية والغير سكنية في فلسطين فهي لم ترحم البشر ولا الشجر ولاالحجر،لذا فان الاعتداءات الصهيونية سجلت تاريخها منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917وخلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين فقامت العصابات الاسرائيلية وبمعاونة الانجليز بتدمير اكثر من 500 قرية ومدينة عربية في فلسطين المحتلة وتهجير سكانها الاصليين قبل قيام دولة اسرائيل "السلطة القائمة بالاحتلال "عام 1948م وهو التاريخ اللعين الذي اعترفت به الولايات المتحدة الامريكية باسرائيل كدولة واعلنت ايضا اسرائيل قيام دولتها.
ان الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل صاحب الحق والهوية مستمرة وذلك لتتمكن من اقامة مستعمراتها عليها واستمرت ايضا سلطات الاحتلال بهدم المنازل ومصادرة الاراضي العربية وذلك لتتمكن من التوسع في الاستيطان وبناء المستعمرات واستقطاب اليهود من جميع دول العالم للعيش في اسرائيل الحلم المنشود لدى الصهيونية العالمية وحسب السياسة الاستعمارية الاحلالية اي تهجير اصحاب الارض الاصليين ليحل مكامنهم الاسرائيليين القادمين من شتى بقاع العالم لقد شمل الاستيطان معظم الاراضي الفلسطينية .
لقد تناول الباحثان في الكتاب الفصل الاول للحديث عن (حي الشيخ جراح ) ومرفق خارطة ملونة توضح صورة توضيحية دقيقة شاملة للموقع والاحياء المجاورة له ، حيث جاءت التسمية نسبة الى احد امراء القائد صلاح الدين الايوبي ويقع حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة وهو جزء منها ومن اجزاء كبانية ام هارون وتقع في الناحية القريبة من الحي وكرم الجاعوني وكرم المفتي ... الخ .
علما بان اهل الشيخ جراح يملكون الوثائق الخاصة بملكيتهم للارض وللمنازل القائمة عليها . ان اسرائيل تستند في سياستها الاستعمارية الاستيطانية والتهويدية على قوانين عنصرية وضعتها لتععطي وجودها الغير القانوني في فلسطين المحتلة الشرعية المزيفة والتي تعارضها جميع القوانين الدولية والهيئات الانسانية وحقوق الانسان ومن هذه القوانين التي اصدرتها اسرائيل "قانون الشؤون القانونية والادارية "في اسرائيل والذي يستند الى شرعنة اعمال الاحتلال الاسرائيلي الغير انسانية والغير قانونية والذي يضرب بعرض الحائط جميع القوانين والقرارت الدولية التي تصدر من اجل وقف انهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وحل الدولتين .
ان الكتاب في هذا الطرح قد اخذ على عاتقه بان تكون المعومة تفصيلية اي (المعلومة والفكرة التصويرية للحدث معززة بالتاريخ والرقم للقرى والبلدات امقدسية ) فلن اريد ان اسهب في الحديث والشرح عن هذا الكتاب خوفا من ان افسد على القاري ء الكريم نكهة وطعم القراءة لهذا الكتاب المفيد الرائع . ملاحظة:الكتاب موجود في مكتبة اللجنة الملكية لشرون القدس ت.065936768