اختار حزب "فرنسا المتمردة" اليساري، قبل أقل من شهر على انتخابات البرلمان الأوروبي، حرب غزة ليجعلها في قلب حملته الانتخابية، لاستهداف الشباب وأحياء الطبقة العاملة.
وفيما تتهم المعارضة الحزب اليساري باستغلال الحرب في استراتيجيته الانتخابية، فإن المراقبين والمحللين يرون أنها خطوة تمهيدية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في عام 2027.
ضد الظلم
وقال الباحث السياسي الفرنسي في معهد باريس للدراسات السياسية، جان دانييل ليفي، إن زعيم حزب فرنسا المتمردة جان لوك ميلاينشون "يراهن على أنهم من خلال تركيز حملتهم على فلسطين، ربما سيحسنون نتائجهم في انتخابات البرلمان الأوروبي، في الـ9 من يونيو/حزيران المُقبل".
وأضاف أنهم سينجحون في فرض موضوع الحملة هذا وسيتم تعريفهم كمدافعين عن الأقليات، ضد الظلم والقمع والعنصرية، تمهيدًا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في عام 2027، في المقارنة بمخاوف صعود اليمين المتطرف، الذي ينذر بالعنصرية وقمع الأقليات.
وأوضح ليفي أن "الانتخابات الرئاسية لعام 2027 هي بالفعل في أذهان الجميع، وقد تم أيضًا اتخاذ الخيارات التكتيكية لهذه الحملة الأوروبية مع وضع الانتخابات الرئاسية في الاعتبار".
وتتأرجح قائمة "فرنسا المتمردة" بين 6 و 9٪ من نوايا التصويت، ومن الواضح أنها تأتي خلف قائمة الحزب الاشتراكي، بحسب محطة "فرانس إنفو".
ويأمل "فرنسا المتمردة" في تحقيق أداء أفضل من نسبة 6.31%، التي جمعتها مانون أوبري في عام 2019، وهي نتيجة تعتبر "مخيبة للآمال" مقارنة بنسبة 19.58% التي جمعها جان لوك ميلانشون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في عام 2017.
7 بالمئة
بدوره، قال عضو البرلمان الأوروبي ديفيد كورمان: "من خلال ربط القضية الفلسطينية بأحياء الطبقة العاملة، فإنهم يتبنون استراتيجية لأغراض انتخابية ومجتمعية".
ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته شركة "هاريس انترأكتيف"، فإن 7% فقط من الفرنسيين يشيرون إلى "الوضع في إسرائيل وغزة" من بين الأسباب التي دفعتهم إلى التصويت في الانتخابات الأوروبية، و10% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.
العقلية الاستعمارية
وقال ديفيد جيرود، عضو البرلمان عن إقليم "با دو نور"، إن حزب فرنسا المتمردة يأمل في جني فوائد هذه الاستراتيجية في صناديق الاقتراع، على المدى الطويل إلى حد ما".
وردًا على الاتهامات باستغلال أحداث غزة في انتخابات البرلمان الأوروبي، قال: "أنا لا أقوم بحسابات استراتيجية عندما أحارب الإبادة الجماعية".
وأضاف: "لكن القضية الفلسطينية تثير كل الأشياء التي لم تُقل في فرنسا حول هذه العقلية الاستعمارية الفاسدة، حول الاعتقاد بأن حياة الفلسطينيين لا أهمية لها، هناك مواطنون عاديون يقولون عن فرنسا المتمردة إنهم شجعان، ويصدقوننا، ويستمعون إلينا"، في إشارة إلى الشعب الفرنسي".
من جهته، قال لويس بويارد، نائب حزب فرنسا المتمردة في (فال دو مارن): "إن موضوع فلسطين يربط الكثير من الناس بالسياسة، خاصة الشباب وأحياء الطبقة العاملة، نحن بحاجة إلى أصوات الشباب، ونحن لا نخفي ذلك".