تساؤل أضحى مشـروعا بعد تناقل العديد من المصادر الإعلامية مؤخرا تصـريحات خطيرة ومدانة للمدعو البشير مصطفى السيد، عضو المجلس الوطني لما يسمى بجبهة "البوليساريو" الانفصالية المعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية الشقيقة، خلال اجتماع لها بمخيمات تندوف يوم 28 أبريل 2024، دعا من خلالها إلى تنفيذ هجمات انتحارية بالأراضي المغربية واستعداد "الجبهة" لتزويد الفاعلين بالمواد التفجيرية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التصـريح يأتي بعد مُضـي سبعة أشهر تقريبا عن تبني الجبهة الانفصالية أيضا الهجوم الرباعي الذي تعرّضت له مدينة السمارة في الأقاليم الجنوبية للمملكة في 29 أكتوبر الماضي، وأسفر عن مقتل شاب وجرح ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة حرجة، بعدما طال التفجير ثلاثة أحياء سكنية في المدينة.
الملاحظ أن القيادي المذكور لم يتورع عن توجيه تهديدات مباشرة مشينة للمملكة المغربية في شكل دعوات تحريضية واضحة، تكتسـي بعدا إرهابيا لا لبس فيه، مما يؤكد بالملموس انجراف الجبهة الانفصالية نحو الأعمال الإرهابية، في ظل فشلها سياسيا، ودبلوماسيا، وعسكريا، في مواجهة المغرب، ومحاولة التغطية على مظاهر التنمية التي باتت تعرفها منطقة الصحراء المغربية.
وقد أشارت عدة تقارير دولية وإعلامية، في السنوات الأخيرة، إلى أن عددا من المنتسبين إلى "البوليساريو" انخرطوا في التنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء، ومنهم من تقلدوا مناصب قيادية في بعض من هذه التنظيمات الإرهابية؛ كأبي الوليد الصحراوي وغيره من أعضاء الجبهة الانفصالية.
والحقيقة أن هذا التقاطع بين " البوليساريو" والتنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء ليس بالجديد، فهناك مجموعة من الأحداث التي تؤكد ذلك؛ على غرار اختطاف رهائن إيطاليين وإسبان من قلب مخيمات تندوف سنة 2011 وبيعهم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وغيرها من الأحداث التي تعد دليلا ماديا على هذا الرابط بين الانفصاليين في تندوف والإرهابيين في الساحل والصحراء.
في ضوء هذه المعطيات، ما فتئت المملكة المغربية، تحذر من وجود علاقات وروابط قوية بين الجبهة الانفصالية وبين التنظيمات والجماعات الإرهابية، على غرار الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء، منبهة المجتمع الدولي إلى التهديد الكبير التي يشكله هذا التحالف الإرهابي الخطير على الأمن والسلم الدوليين.