بدأ الموج الأوروبي بالعلو، وأخذ شكل دومينو اعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية عندما استهلت دول أيرلندا وإسبانيا والنرويج دومينو الاعتراف الأوروبي بخطوة تعد حالة تاريخية لمشروع الدولة الفلسطينية، وهي الخطوة التي تأتي بعد الإجماع العالمي الذي حصلت عليه فلسطين الدولة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدما صوت الجميع لصالح حصول فلسطين على العضوية العاملة بالأمم المتحدة، وإن كان قد وقف ضد هذا العنوان اسرائيل وامريكا وسبع دول اخرى بطريقة لا تحمل تفسير سوى دعم برنامج نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية بالطرق العسكرية.
كما أن هذا الاعتراف الأوروبي ياتى بعد إصرار نتنياهو على إنهاء مشروع حل الدولتين بإعادة احتلال قطاع غزة والقدس كما الضفه، ليأتي هذا الاعتراف قاطعا الطريق على حكومة تل أبيب وبرنامجها القاضى باسرلة الجغرافيا السياسية للدولة الفلسطينية التي كفلها القانون الدولي وقرارات الشرعية الاممية، وهو الاعتراف الذي يأتي أيضا بعد قرار محكمة العدل الدولية بإدانة نتنياهو والوزير غالانت بارتكاب أعمال ابادة جماعية وإصرار الحكومة الإسرائيلية على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية على مواصلة حربها على غزة القطاع وعلى الشعب الفلسطيني في القدس والضفه، وهو الاعتراف الذي يحمل رسالة داعمة للحق العربي وقضيته المركزية كما يترجم التضحيات الجسام التي قام بها الشعب الفلسطيني منذ قرن من الزمان من أجل حصوله على حق تقرير المصير وتشييد الكيان الفلسطيني المستقل بحدوده الدولية المعرفه بالقرارات الاممية.
لعل أيرلندا كما مدريد وأوسلو لكل منها قصة تاريخية برعاية نضالية فى دعم فلسطين القضية قبل الاعتراف بفلسطين الدولة، سيما وان أيرلندا وقف معها الشعب الفلسطيني بنضالاتها و تعتبر الشعب الفلسطيني جزءا من ثورة الإنسان تجاه حريته وانتفاضة المجتمع من أجل هويته، وهذا ما جعل من أيرلندا تربطها بفلسطين حالة نضالية تاريخية كما مدريد فلقد احتضنت أول عملية سلام عربية إسرائيلية، وهو ما يجعل من مدريد تحمل صوره ورساله عند المواطن العربي والفلسطيني على وجه الخصوص كونها مرتبط اسمها بمؤتمر مدريد للسلام وكذلك أوسلو التي فاجأت جميع المتابعين بسرية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية عندما تم توقيع اتفاقية أوسلو للسلام التاريخية، الأمر الذي جعل من هذه الدول ترسم صوره الاستجابة من دافع تاريخي تجاه القضية الفلسطينية كما من باب حرصها على إحياء النهج الدبلوماسي والأداء التفاوضي ومسار السلام.
إذن نحن نتعامل مع اعتراف مدروس بالتفاصيل وليس عشوائي في البيان او جاء دون تنسيق مسبق بين المجموعه الاوروبيه، لان هذا الاعتراف يحمل مضمون دبلوماسي يربط الجغرافيا السياسية لكل دولة بموقف تاريخي يحمل دلالة منهجية للحالة الفلسطينية، الأمر الذي يؤكد أن بداية مشوار اعتراف المجموعة الأوروبية بالدولة الفلسطينية قد بدأ يشكل في نهاية المطاف موج عريض و تيار واسع سيصعب على الولايات المتحدة مجابهته لكون جميع هذه الدول أعضاء في الناتو التي تربط منظومته حلف عسكرى مشترك كما أن هذا الاعتراف يأتي من قبل دول أوروبية ترتبط بعضها ببعض بمرجعيه دبلوماسية مشتركة.
هو ما يؤكد أن دينمو الاعتراف بفلسطين قد بدأ بهذه المجموعة الثلاثية وستلتحق فيه بلجيكا وفرنسا كما يصف ذلك متابعين، فإن حدث ذلك وهذا احتمال وارد فان جميع دول الاتحاد الأوروبي لتعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى أن تقوم بريطانيا و امريكا بالاعتراف بالدولة في صورة لا تبدو بعيدة ابدا وربما تأتي ضمن صيغة يتم بلورتها فى مطبخ القرار الأممي لكى تحصل فيه فلسطين على ضمان حمايه كما على قرار الاعتراف بالدولة !