استبشر اهالي بلعما ومحبوها القرار الحكومي الاخير بترفيع بلعما الى لواء وهو القرار الذي اعتبر انصافاً لهذه المدينة الجميلة بطبيعتها وطيب سكانها ، وبلعما مرت بكافة مسميات التشكيلات الادارية منذ ان كانت ناحية في ستينات القرن الماضي ومن ثم اصبحت قضاءاً مع بداية هذا القرن لتصبح اللواء السادس في محافظة المفرق بتعداد سكاني يقارب 60الف كاكبر تجمع سكاني بعد مركز المحافظة ، ولاشك هنا ان ترفيع بلعما الى لواء هو بلا شك ليس نهاية مشوار العمل بقدر ماهو تحفيزاً للعمل من قبل المعنيين من اجل ان تتبؤا بلعما المكانة التي تستحق في كافة المجالات نظراً للإمكانات الكبيرة والمتعددة التي تتمتع بها .
تضع المكانة الجغرافية لبلعما كبوابة للشمال والشرق على مستوى الوطن ووقوعها بين اكبر تجمعين سكانيين في المملكة اذا اعتبرنا عمان والزرقاء الذي اصبح امتدادهما السكاني الواحد كمنطقة واحدة ذات وزن اقتصادي حيث لا تبعد عن عمان سوى 40كم وعن الزرقاء 20كم وفي الجهة المقابلة محافظة اربد التي تبعد عنها 50 كم وباقي محافظات الشمال باهميتهم الزراعية والاستراتيجية علاوة على الموقع المتوسط بين منطقتي حوران والبلقاء كبوابة للقادم اليهما ، علاوة على احتواء بلعما على محطة الخط الحديدي الحجازي في منطقة الخربة السمراء التاريخية حيث ان هذه المحطة الاخرى التي تحتويها المحافظة بعد محطة المفرق وكانت ذو اهمية كونها احدى محطات استقبال حجاج فلسطين وحوران ضمن قافلة الحج الشامي خلال العصر العثماني وعالعموم محطة الخربة السمراء كبناء قائم بذاته يحتاج الاهتمام به والافادة منه من خلال اعادة تشغيل الخط الحجازي او عمله كمتحف لمقتنيات وتاريخ الخط الحجازي الاردني ، اضافة الى كل ذلك ينتشر في اللواء الكثير من المواقع الاثرية والتاريخية ومنها مسجدها التاريخي والتي تحتاج بمجملها الى اعادة التأهيل لتوضع في موقع متقدم على خارطة الاردن السياحية .
وبلعما كما هو معلوم كانت في النصف الاول من القرن الماضي مركزاً تجاريا في المنطقة واستقر بها كثيراً من التجار الشوام اضافة لتجار من السلط وعمان فأصبحت وقتها اضافة للمدور وجرش المركز التجاري الاهم لكافة الاصناف بحوانيتها ومخازنها الكثيرة ، وعلاوة على كل ما سبق تمتلك بلعما الكنز الاردني الذي راهن عليه الوطن دوماً وربح الرهان بحمد الله وهو الانسان المحب لوطنه ومدينته ، فبلعما وتجمعاتها السكانية تمتلك النسبة الاكبر من المؤهلات العلمية والعملية بين ابناءها وبناتها على مستوى المحافظة والوطن ككل وهم الذين خدموا الاردن في كل موقع وهم بلا شك كما كانوا وسيبقوا التواقين لرفعة مدينتهم وقراهم التي احتضنتهم وانتسبوا اليها وسيكونوا في الصف الاول لكل جهد مثمر في هذا المجال .
" من بلعما وناحرن صروت وادور الزين يا فلاحة " من القصائد الجميلة التي كنا نسمعها منذ طفولتنا وارتبطت بلعما حينها بالبال بكل زين .. نعم الزين وكل الزين ببلعما وهي تتوشح بتربتها الحمراء الجميلة على اطراف البادية ، وهي هنا بترفيعها لواء تتيقن تماماً ان ذلك القرار ليس نهاية الجهد بل هو هو البداية لكل جهد من شأنه كل خير تستحقه هذه المدينة الجميلة والتي يشعر كل من يزورها بالهدوء والاطمئنان وانه اصبح جزء منها لألفة ابناءها ومحيتهم الصادقة .. هي رسالة وكلمة لكل المسؤولين من اجل بلعما داخل محافظة المفرق وخارجها وعلى راسهم عمدة بلعما النشيط الصديق ابو النشمي الذي اجزم ان له رؤيته القادمة للواء بلعما والتي تبدأ من المجتمع المحلي الغني بامكاناته والمحب لمدينته وتجمعاتها السكانية والشراكة المفيدة الصادقة مع الجهات المعنية ... بلعما تستحق وتستحق كل زين ..
بقلم خلدون ذيب النعيمي ماجستير في الدراسات الاستراتيجية.