منذ أن تأسست إمارة شرق الأردن ، تحت قيادة الأمير عبدالله بن الحسين الأول عام ١٩٢١ ميلادية، باعتراف من عصبة الأمم، وكانت وقتذاك تحت الإنتداب البريطاني، لم تكن القيادة الهاشمية، والشعب الأردني راضين بأن يكونوا تحت الوصاية الأجنبية، لما يتصف به الأردنيين من رفض لكل أشكال التبعية مهما كانت المسميات، لأنهم ولدوا أحراراَ، وتربوا على قيم ومبادئ جعلت منهم شعباَ لديه طموحات وتطلعات لبناء وطنهم وإدارة شؤونه دون إملاءات أجنبية، ويعتبرون الوطن وحريته شرف وكرامة للإنسان، فلا قيمة لأي جهد يبذل دون امتلاك مفاتيح السيادة الكاملة على أرض الوطن.
شهدت تلك المرحلة من عمر الوطن عدة حركات نضالية على الأرض الأردنية على المستويين الرسمي ولشعبي لنيل الاستقلال والسيادة على أراضيه، والتخلص الاستعمار البريطاني وتدخله في كافة شؤون البلاد، وفي تلك الأثناء اتخذ المجلس التشريعي الأردني قراراَ بالاجماع بالتشارك مع كل مؤسسات الدولة باعلان الاستقلال بتنسيق أردني مستقل، ومبايعة الأمير عبدالله بن الحسين ملكاَ على المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ ٢٥ أيار عام ١٩٤٦ ميلادية، وعلى أثر ذلك وافقت الأمم المتحدة على نهاية الاستعمار البريطاني، وبدأت مرحلة جديدة للنهضة والبناء، والانفتاح على العالم في كافة المجالات والصعد إلى وقتنا الحاضر برؤية أردنية خالصة.
لذلك لم يكن الاستقلال بالمجان، بل كان ثمنه من دماء الأردنيين وقيادتهم، ولم تكن قصة ومسيرة هذا الوطن الأغر والعزيز على قلوبنا صفحة عادية بالتاريخ، بل كانت تاريخ مشرق بحد ذاته، بين سطوره قصة إصرار وبذل على المضي قدماَ، وبقايا قطرات من دماء الأردنيين بذلت من أجل أن يمتلك هذا الوطن القدرة على الانفراد بقراره تجاه القضية الفلسطينية دون تدخلات، والوقوف مع أخوته بكل الطرق المتاحة، إضافة للقضايا العربية، حيث كان الاستعمارعائقاَ أمام حرية تحرك الأردن تجاه الأحداث التي كانت تلقي بضلالها على المنطقة العربية، فكان العزم على كسر القيود والسلاسل التي كانت تقيد ذلك التحرك.
نقول للوطن بهذه المناسبة العزيزة على كل أردني، نجدد العهود، ونقسم أن تضل راية الوطن عالية خفاقة، ونحمد الله على نعمة الأردن ، ونحمده على أننا نحمل جينات الأصالة والشموخ التي توارثناها أباَ عن جد، ونعتز ونفخر بكل ما أنجزناه إلى هذه الساعة.