أفادت وسائل إعلام عبرية، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لسيناريو حل مجلس الحرب الذي كان قد تشكل لإدارة الحملة العسكرية على قطاع غزة قبل قرابة 8 أشهر.
مجلس الحرب الإسرائيلي يختلف عن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي "الكابينت"، وكان قد تشكل بناء على طلب بيني غانتس، زعيم كتلة "معسكر الدولة" الذي انضم للائتلاف شريطة الانسحاب منه عقب الحرب.
استقالة غانتس الوشيكة
موقع "نيوز 1" العبري، ذكر الثلاثاء أن غانتس الذي كان قد وضع إنذارًا في الأيام الأخيرة أمام نتنياهو، بأن على الأخير الاستجابة لعدد من الشروط وإلا سينسحب في غضون 15 يومًا، ربما أصبح خروجه من الائتلاف برفقة زميله غادي أيزنكوت قاب قوسين أو أدنى.
وكان غانتس قد طالب نتنياهو بتغيير آليات اتخاذ القرارات، وإعادة الأسرى، وتدمير سلطة حماس، ونزع سلاح قطاع غزة، وتشكيل قوة دولية للإدارة المدنية للقطاع.
كما طالبه بتبني رؤية جديدة للخدمة العسكرية، وتعهد بالاستقالة من الائتلاف، في الـ 8 من حزيران/ يونيو المقبل، حال لم تحدث تغييرات في طبيعة اتخاذ القرارات وفي خطط العمل بشأن حرب غزة.
ويضم مجلس الحرب إلى جوار نتنياهو وغانتس، وزير الدفاع يوآف غالانت، إلا أن شخصيات أخرى كان بمقدورها المشاركة في بعض الاجتماعات كمراقبين، كما شارك في بعض اجتماعات المجلس مسؤولون أمريكيون، منهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
مجلس بلا مضمون
وفي حال استقالة غانتس وخروج حزبه من الائتلاف، لن يتبقى بالمجلس سوى نتنياهو وغالانت، أي أنه سيصبح مجلس ثنائي فقط ولن يبقى مبرر لوجوده بالأساس؛ إذ ستتخذ القرارات في الغالب داخل "الكابينت" الذي يضم الكثير من الوزراء والمسؤولين.
العلاقات المتوترة بين نتنياهو وغالانت منذ أسبوعين، وما يتردد عن حالة من القطيعة بين الاثنين منذ حديث وزير الدفاع عن خيارات حكم غزة، وانتقاده لاحتمال بقاء الجيش الإسرائيلي بالقطاع، كل ذلك يجعل مجلس الحرب بلا معنى.
وكان غالانت قد طالب نتنياهو، قبل أسبوعين، بالإعلان صراحة أنه لا يعتزم إرساء حكم عسكري إسرائيلي في قطاع غزة عقب الحرب، وتسبب ذلك في أزمة حادة بين الاثنين.
وفي الوقت ذاته، سيعني اتخاذ القرارات في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي أن غالانت لن يحظى بدعم كبير، مقارنة بالثقل الذي يمثله الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
ماذا لو عاد ساعر؟
وفي أذار/ مارس الماضي استقال الوزير بلا حقيبة جدعون ساعر من الائتلاف وانسحب من شراكته مع غانتس، وبرر ذلك برفض نتنياهو منحه عضوية مجلس الحرب.
وفي ذلك الحين لم يتمكن نتنياهو من تلبية طلبه، حيث كان سيعني ذلك اضطراره لضم الوزيرين بن غفير وسموتريتش للمجلس ذاته.
قناة "أخبار 13" ذكرت، الليلة الماضية، أن اتجاه نتنياهو لحل مجلس الحرب وارد؛ لأن هذا سيكون الطريق للحيلولة دون انضمام الوزيرين بن غفير وسموتريتش لهذا المجلس.
القناة حاورت مصادر على صلة بالموضوع، أخبرتها أن سيناريو بقاء المجلس مرتبط بعودة ساعر مرة أخرى، وبيَّنت أنه في حال لم ينجح نتنياهو في إقناع ساعر بالعودة، وضمه لمجلس الحرب، عقب الاستقالة الوشيكة لغانتس وآيزنكوت، فإنه سيحل مجلس الحرب.
التحرر من الضغوط
ولو قرر نتنياهو حل هذا المجلس، سيكون بغية التحرر من ضغوط شركائه بالحكومة من اليمين المتطرف؛ إذ كان وجود غانتس وحزبه الوسطي حتى الآن سببًا في تحرر نتنياهو من تلك الضغوط والظهور أمام العالم وكأن في إسرائيل حكومة وحدة وطنية.
ووفق المصادر، سيعمل نتنياهو على منع انضمام بن غفير وسموتريتش لهذا المجلس من خلال حله، حيث إن الاثنين بلا شك يطمحان ملء الفراغ الذي سيخلفه غانتس وشريكه أيزنكوت.