لنجاح الرؤيا والرسالة لأي منظمة او مؤسسة او ادارة معينة في تحقيق اهدافها المحددة في الخطة الاستراتيجية ، لابد من عرض الرؤيا والرسالة الى عملية التحليل ، حيث التحليل هو محور أساسي ورئيس ومهم لصانع القرار الاستراتيجي المبني على الفكر الاستراتيجي، كونه يحتوي على معلومات مؤكدة . وتشكل وجهات النظر المحايدة جزءاً من التغيير الذي لا يمكن تفاديه، وليس (على نظرية كم ترغب ان تكون الساعة) . ولابد من تحليل "نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص و التحديات والتهديدات والوصول الى توصية تقدم الى صاحب القرار بكل امانة ونزاهة وحياد.
لابد من ذكر بعض الحقائق التي تعتبر اساس ومحور هام في عملية التحليل والمتمثلة بما يلي:
1. الحيادية والمصداقية في اجراء عملية التحليل وتقديم التوصية ، ليستطيع متخذ القرار اتخاذ القرار بناءا على معطيات حقيقية وصحيحة.
2. الحصول على معلومات عن وجهة نظر المنظمات أو الدول أو المجتمعات في البيئة الداخلية والخارجية ، والتي لها تاثير على اتخاذ القرار المناسب .
3. تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص المتاحة والتحديات والتهديدات، من خلال دراسة ومعرفة نظم المعلومات الجغرافية .
من خلال دراسة الحقائق لابد من اجراء عملية التحليل بكل واقعية وحيادية للوصول الى مايلي:
1. عند البدء بتحويل التفكير الاستراتيجي إلى خطط ، يجب تحليل نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات من خلال تحديد الإيجابيات وتعزيزها والسلبيات وتلافيها .
٢. يقدم التحليل الاستراتيجي لمتخذ القرار وجهات نظر مساعِدة في أية مرحلة من المراحل بالاضافة الى نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات و يمكن استخدام هذا التحليل من أجل:
ـــــ استكشاف احتمالات بوجود جهود جديدة أو حلول للتحديات.
ـــــ اتّخاذ قرارات حول الاسلوب الافضل في تحول التحديات الى فرص.
ـــــ يجب التذكر باستمرار أن الهدف من إجراء هذا التحليل هو الكشف عن قوى إيجابيّة تعمل سويةً وعن تحديات محتملة يجب التعامل معها أو على الأقل إدراك وجودها.
ـــــ لابد من مراعات بعض النقاط في إجراء عملية التحليل نذكر منها،عدم المبالغة في التواضع عند تعداد نقاط القوة ،نقاط القوة ونقاط الضعف هي السِمات الداخلية، يجب عدم غض النظر عنها.
من خلال معرفة ودراسة الحقائق وتحليلها لابد من اللوصل الى بعض الاستنتاجات نذكر منها :
ــــ يجب ان يكون هناك مرونة لتعديل الخطط وصقلها في في اي مرحلة من مراحل الخطة الاستراتيجية .
ــــــ تحديد مواقع التغيير الممكن،من خلال معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف، يبيّن الأولويات بالإضافة إلى الاحتمالات والبدائل لكل مرحلة من مراحل الخطة .
ـــــ يركّز تحليل "نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات" على العناصر الأربعة المذكورة، لكن الشكل الذي يستخدم في تصوير التحليل يتغيّر وفقاً لعمق التفكير الاستراتيجي وتعقيد المعطيات.
ـــــ لا بد من مراعات بانه لا يوجد منظمة أو مجموعة أو مؤسسة ، محصّنين تجاه الأحداث والقوى الخارجية .
ــــ بعد معرفة نقاط القوة والضعف والتحديات التي تواجه كل بديل من البدائل، يتم اتخاذ القرار المناسب من صاحب الصلاحية باتخاذ القرار.
يرى الباحث بانه لابد من اعتبار النقاط التالية بعد معرفة الحقائق وتحليلها:
ـــــ يُجرى تحليل "نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات" بشكل عام في جلسة تخطيط محايدة ومن قبل منظومة التخطيط الاستراتيجي للدولة.
ـــــ يكون الأسلوب عامّة عند إجراء تحليل "نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات" تعاونياً ومشتركاً من قبل الادارات المعنية بالتخطيط والتنفيذ .
ـــــ ضرورة الحيادية والامانة في عملية التحليل لنضع متخذ القرار بالصورة الحقيقية وليحدد متخذ القرار عنصر ( كيف ) للوصول الى الهدف بناءا على تفكير وتخطيط استراتيجي .
النهاية: في أثناء الدراسة والتخطيط، يكمن تحليل "نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات، ولابد من البحث عن المرونة والتوسّع" وليس فقط عمّا يناسب . يشكّل الاعتراف بنقاط الضعف والتهديدات الخطوة الأولى نحو التغلب عليها ، بمجموعة متينة وخلاّقة من نقاط القوّة والفرص. انّ تحليل "نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات" طريقة بسيطة، وشاملة في نفس الوقت، لتقدير القوى الإيجابية والسلبية داخل المنظمة او المؤسسة وخارجها، وكلّما أشترك عدداً أكبر من أصحاب المصلحة في إعداد وتحليل "نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات"، يكون التحليل ذا قيمة أكبر.…كما يساعد التحليل على دعم الرؤية والرسالة والأهداف التي حدّدت في بداية التفكير الاستراتيجي قبل البدء في رسم الخطة الاستراتيجية ، وبهذا سيؤمّن التحليل منظورا واسعا امام متخذ القرار لصياغتة وتحويل التحديات الى فرص. وسيكشف ما هي التحديات و التهديدات التي تعرقل الخطة الاستراتيجية . يقول صن تزو"إذا كنت تعرف العدو وتعرف نفسك - فلا حاجة بك للخوف من نتائج مئة معركة... إذا عرفت نفسك لا العدو، فكل نصر تحرزه سيقابله هزيمة تلقاها ... إذا كنت لا تعرف نفسك أو العدو – ستنهزم في كل معركة ... (علمك بعدوك يعرفك كيف تدافع، علمك بنفسك يعرفك كيف تهاجم – الهجوم هو سر الدفاع، والدفاع هو التخطيط للهجوم " .
الدكتور مفلح الزيدانين السعودي
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية