دفعت عملية روسية نوعية حررت خلالها موسكو أسرى من جيش تشاد، إلى تعزيز العلاقات بين نجامينا وموسكو، التي تسعى إلى توسيع نطاق تحالفاتها في منطقة الساحل الأفريقي.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أنه "نتيجة لعملية تحرير الأسرى العسكريين التشاديين، شكر وزير دفاع جمهورية تشاد روسيا".
وأشارت الوزارة، إلى أن "روسيا كانت دائما شريكا موثوقا به للدول الأفريقية، على عكس فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، التي فقط حصلت على فوائد من الأفارقة".
وأكدت أنه "في يناير/كانون الثاني 2024، عُقدت اجتماعات رسمية لرئيسي روسيا الاتحادية وجمهورية تشاد، وكذلك رؤساء الإدارات العسكرية لتحسين التعاون بين الإدارات في البلدين".
وفي أبريل/نيسان الماضي تحدثت تقارير إعلامية غربية عن هبوط مجموعة مكونة من 130 مدربا روسيًّا في العاصمة التشادية إنجامينا، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية.
وفي الشهر ذاته، قالت قناة "سي إن إن" الأمريكية، إن حكومة تشاد وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة، هددت فيها بإلغاء الاتفاقية حول وجود القوات الأمريكية على أراضي البلاد دون المطالبة مباشرة بالمغادرة.
وعلق الخبير العسكري المتخصص في شؤون الساحل الأفريقي عمر ديالو على هذا التطور بالقول، إن "تشاد تقترب أكثر من روسيا وهو أمر كان متوقعا خاصة بعد مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بسحب قواتها، كان ذلك بمثابة الإنذار الأول للقوى الغربية".
وذكر ديالو أن "من المتوقع أن تتحالف تشاد مع روسيا أو على الأقل تتقارب معها بشكل غير مألوف، وهذا سيعني انهيارا غير مسبوق للقوى الغربية في منطقة الساحل الأفريقي".
وتابع: "حتى الآن هناك ثلاث دول متحالفة مع روسيا بشكل علني وهي كل من النيجر، ومالي، وبوركينافاسو، وتبدو تشاد على طريقهم خاصة بعد أن يئست من الدعم الغربي".
من جانبه، قال المتخصص في الشؤون الأفريقية جيروم بونيه، إن "تشاد مهدت إلى هذا التقارب مع روسيا منذ فترة بدءا بالزيارة المثيرة للجدل للرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إلى موسكو، وليس انتهاء بطرد القوات الأمريكية لأسباب لا تزال غامضة؛ لذلك لا أستبعد إقامة تحالف بين البلدين".
وأوضح بونيه أن "ذلك سيشكل ضربة قاصمة للغرب الذي فقد تأثيره تدريجيا في منطقة الساحل الأفريقي".
يشار إلى أن هذه التطورات المتسارعة تأتي بعد أيام قليلة من مشاركة تشاد في مناورات عسكرية ضخمة نظمت في النيجر المجاورة وشاركت فيها قوات من بوركينافاسو ومالي والنيجر، وهي دول تنصب عداء كبيرا اليوم للغرب بعد انقلابات عسكرية شهدتها في وقت سابق.