يتبع الجيش الإسرائيلي إستراتيجية عسكرية جديدة خلال عمليته البرية في مدينة رفح؛ بهدف تقليل الاحتكاك مع المسلحين الفلسطينيين، خلافاً لبقية مناطق القطاع التي كان يتوغل فيها برياً بشكل متسارع.
ويُلاحظ اعتماد الجيش الإسرائيلي على استخدام إستراتيجية السيطرة النارية في رفح بدلاً من التقدم البري نحو عمق المدينة، ويكتفي بالتحرك بآلياته العسكرية في المناطق المفتوحة، وبشكل خاص في محور فيلادلفيا الذي يفصل القطاع عن الأراضي المصرية.
ومن خلال الأحزمة النارية والقصف المكثف، واستخدام طائرات "كواد كابتر" المسيّرة تمكّن هذه الإستراتيجية الجيش الإسرائيلي من تقليل الاحتكاك مع المسلحين الفلسطينيين، وهو ما يسهّل أي خطط للتحرك البري للقوات.
كما اعتمد الجيش الإسرائيلي بشكل أساسي خلال عمليته في رفح على الروبوت العسكري، الذي ينفذ عمليات نوعية في عمق المدينة، بدلاً من تحرك قوات الجيش، ما يقلل من الخسائر البشرية في صفوف القوات الإسرائيلية، وتم رصد استخدام الجيش الإسرائيلي لدبابة روبوت قبل اقتحامه عدداً من المناطق.
سياسة الأرض المحروقة
ويرى الخبير في الشأن العسكري، اللواء واصف عريقات، أن "الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة في رفح تأتي لتحقيق سلسلة من الأهداف العسكرية"، مبيناً أن ذلك يأتي في إطار سياسة الأرض المحروقة والتي تؤدي عادة لدمار كبير.
وقال عريقات لـ"إرم نيوز"، إن "أبرز الأهداف التي يسعى الجيش الإسرائيلي لتحقيقها بإستراتيجيته الجديدة في رفح، التقليل من الخسائر البشرية والمادية لدى الجيش، ومنع أي عمليات قتل أو خطف قد تقوم بها الفصائل الفلسطينية المسلحة".
وأوضح أن "ذلك يحول دون كسب حركة حماس والفصائل الفلسطينية للجولة الحالية من القتال، كما أنه يخفّف من نفقات الحرب التي أرهقت ميزانية الجيش الإسرائيلي، وأصبحت محط خلاف بين المسؤولين الحكوميين في الآونة الأخيرة".
وأضاف: "ومن الأهداف التي يرغب الجيش الإسرائيلي في تحقيقها من إستراتيجيته الجديدة إطالة أمد الحرب، حيث إن التحرك البري بشكل متسارع إلى قلب مدينة رفح سيؤدي لإتمام العملية العسكرية بالمدينة، وبالتالي عدم وجود أي مبرر للاستمرار في الحرب".
وأشار إلى أن "السيطرة العسكرية على كامل المدينة ستدفع المجتمع الدولي للتحرك نحو مطالبة إسرائيل بوقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وهو الأمر الذي لا يرغب فيه القادة العسكريون والسياسيون في الوقت الحالي".
تطويق رفح
ووفق الخبير العسكري، فإن "من أهداف الإستراتيجية الجديدة توسيع مناطق الاشتباك مع العناصر المسلحة التابعة لحركة حماس والفصائل الفلسطينية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تشتيت قواتها"، مؤكداً أن السيطرة على طول محور فيلادلفيا يحقق هذا الهدف.
وبيّن أن "الجيش الإسرائيلي وبخطة عسكرية مختلفة يعمل على تطويق رفح ومن ثَم الدخول برياً نحو عمق المدينة"، مشيراً إلى أن ذلك سيكون بعد وقت طويل من العملية العسكرية في رفح ومن مختلف الجهات.
ولفت إلى أن "ذلك سيؤدي إلى تشتيت مسلحي حركة حماس بالمدينة وحصرهم، وفتح أكثر من جبهة قتال معهم في آن واحد"، مستكملاً: "إسرائيل تعتقد أنها بهذه الإستراتيجية ستنجح في تدمير كتائب حركة حماس الموجودة في رفح".
ووفق تقديرات المحلل العسكري، فإن الجيش الإسرائيلي، وفق إستراتيجيتة هذه، يحتاج إلى عدة أشهر من أجل الوصول إلى قلب المدينة؛ ما سيدفعه لاستقدام فرق أخرى للعمل، مؤكداً أن معركة رفح ستكون الحاسمة للحرب. وكالات