في الحادي عشر من حزيران، يشع الأمل من جديد بدعوة جلالة الملك عبد الله الثاني لعقد مؤتمر طارئ للاستجابة للوضع في غزة. هذه المبادرة الملكية تأتي في وقت حساس تمر فيه غزة بأزمة إنسانية خانقة، حيث تتزايد المعاناة مع كل يوم يمر، مما يستدعي تدخلاً سريعاً وحاسماً لتخفيف وطأة الأزمة على سكانها. غزة، المنطقة الصغيرة المكتظة بالسكان، عانت على مدى سنوات طويلة من الحصار والصراعات المتكررة التي خلفت وراءها آثاراً مدمرة على البنية التحتية والخدمات الأساسية. تعاني المدينة من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل المياه النظيفة، والكهرباء، والرعاية الصحية. هذه الظروف القاسية تفاقمت بسبب الأحداث الأخيرة، مما أدى إلى وضع إنساني مأساوي يحتاج إلى تحرك عاجل. إدراكاً من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين –حفظه الله ورعاه- للوضع الخطير في غزة، دعا جلالة الملك عبد الله الثاني إلى مؤتمر طارئ يهدف إلى جمع الدعم الدولي وتنسيق الجهود الإقليمية والعالمية للاستجابة للأزمة الإنسانية المتفاقمة. هذه الدعوة تعكس التزام الأردن الدائم بالقضية الفلسطينية وسعيه المستمر لتقديم الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني في أصعب الظروف. ومن اهم اهداف المؤتمر:
تقديم المساعدة الإنسانية الفورية: توفير الاحتياجات الأساسية من غذاء، ومياه، وأدوية للسكان المتضررين. تسليط الضوء على الأزمة ومنع الاحتلال من توسيع عملياته الهمجية الشرسة وجذب انتباه المجتمع الدولي إلى المعاناة في غزة وحثهم على اتخاذ خطوات فعالة وحازمة لحل الأزمة. يتطلب نجاح هذه المبادرة تعاوناً دولياً واسع النطاق. لذا، من المتوقع أن يشارك في المؤتمر العديد من الدول المانحة والمنظمات الإنسانية العالمية. يسعى الأردن، من خلال هذا المؤتمر، إلى حشد الجهود الدولية وتوحيدها لضمان تقديم الدعم اللازم لغزة بسرعة وكفاءة.
دعوة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين –حفظه الله ورعاه- لمؤتمر طارئ للاستجابة للوضع في غزة تمثل بصيص أمل لسكان القطاع الذين يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة. إنها دعوة للعمل والتضامن من أجل تحسين حياة الناس في غزة وتخفيف معاناتهم. الأمل يكمن في أن تثمر هذه المبادرة عن خطوات ملموسة تسهم في بناء مستقبل أفضل لسكان غزة، وتعيد لهم الأمل في حياة كريمة وآمنة. لا يمكن التغاضي عن أهمية هذه الدعوة الملكية التي تعكس روح المسؤولية والتضامن الإنساني. إنها خطوة كبيرة نحو دعم شعب يعاني، ودعوة للعالم للتحرك والوقوف بجانب من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة. الحادي عشر من حزيران، إذن، ليس مجرد تاريخ على التقويم، بل هو رمز للأمل والإصرار على تقديم الدعم الإنساني في أصعب الأوقات.