ونحن نتابع رحلة سمو الامير الحسين مع قناة العربية ، وتلك البساطة والعفوية التي تعبر عن عمق يعطي درسا للجميع في ضرورة توجيه الانتباه الى الكنوز الاردنية التي تتمثل بالامن والسلام والتقاليد العريقة وسعة القلب المحب للجميع ،
وان جاءت هذه الرحلة مع قرب الاحتفال الرسمي باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبداله الثاني على العرش ، فانها تذكرنا بالرحلة المماثلة لجلالته في حزيران 2002 والتي كان نتاجها فيلما عنوانه الاردن في عيون مليكه مع قناة ديسكفري ، وبنفس الطريقة كان الاب والابن هما من توليا القيادة والدلالة والشرح بتواضع وسلاسة .
في مقابلة الملك عبدالله الثاني كان السؤال من مقدم البرنامج : لماذا نجري هذه المقابلة ؟ فيكون جواب جلالته :
"كي نفتح أعين الناس على الروعة الاستثنائية لهذا البلد وشعبه والمفاجآت والتحديات التي سيقابلونها."
وحين يصف جلالة الملك عبدالله الثاني وادي الموجب بأنه : "هو الجوهرة الأردنية الزمنية"
جاء وصف الامير الحسين وهو في عجلون " بأن الاردن متحف وشعبنا ملقاه حلو "
وجاء الحديث عن البداوة واستذكار محبة المغفور له الملك الحسين للبادية الى تحليق الملك عبدالله الثاني في اجواء رم وركوب الجمال ، ومن ثم الى لقاء حميمي للامير الحسين و مع الشعب الاردني ، لنرى صورة زاهية اردنية تجيب على بعض المقولات الخارجية وتجاوز الحالة الاردنية الاستثنائية كارض امن وسلام ومحبة .
من متابعاتنا لكل وسائل الاعلام لم نشهد قائدا او زعيما ان تجول بهذه الطرية في بلاده ، وهذه رسالة عالمية عن كنه هذا البلد وعن شعبه وجيشه وأمنه ، فنحن نحتفل باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش ، وقد عشنا هذه السنين معه وعاصرنا المغفور له الملك الحسين لندرك تماما اننا امام مرحلة دقيقة تتطلب العمل المخلص ، وكما يقول سمو الامير في مقابلته : " المهم أن استفيد من كل لحظة " والتعبير الذي يجدر بنا هنا التوقف عنده حين سأل مقدم البرنامج سموه عن التغيير والحاجة الى التحديث ... وكيف اجاب سموه ابتداء بقوله : " ما بفضل هذه التسميات " وكلمة سموه تشفي الغليل بسبب اغراقنا بمصطلحات مستحدثة مثل التغيير والتحديث والتمكين والجندرة وغيرها ومن فئة الناس "اللي يدق على صدره ثم ما في انجاز " وهذا يدعونا الى التفكير بمستقبل الاردن والعمل من اجل استمرار ثباته وأمنه وتقدمه واستمرار أدواره على صعيد انسانية العالم ودورنا المشهود في القدس وغزة .
ولكن حين نعود الى " الاردن في عيون مليكه " فإن هذا الفلم تجاوز كل الاعتبارات الى شرح حجم الحلم الاردني في احتلال موقع متميز في المشهد العالمي المشحون تقلبا وتطورا في مختلف المناحي السياسية والفكرية والحضارية.واذا كانت لنا وقفة مع الاردن في عيون أميره فهو الاجابة الى كيف سيكون الاردن بعد 25 عاما ؟،
ونحن لا زلنا نستذكر كلمات الملك عبدالله الثاني خلال ازمة كورونا حين قال عن الاردنيين "انتم كبار الامة " ،
وفي هذا النهج الاسلوب الامثل لنقدم الاردن شعبا وجيشا وقائدا للعالم بأنه شعب الحكمة والتطلع لمستقبل افضل في هذا العالم .