بقلم الدكتور :- عدنان متروك الشديفات - جامعة آل البيت
تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة في التاسع من حزيران بعيد جلوس قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم على العرش، وعيد الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى وجميعها مناسبات غالية على قلوبنا جميعاً، وهم يواصلون مسيرة الخير والبناء بكل مشاعر الفخر والولاء لعميد آل البيت وحامل الراية الهاشمية الذي أثبتت الأيام والسنين والأحداث بأنه خير خلَف لخير سلَف، ويعيش الأردنيين في عيد الجلوس الملكي خليطاً من المشاعر المتَّحدة، والفرح الكبير، الذي يدل على حب الوطن والانتماء له، وتملأ النفوس كبرياءً وفخراً بالانجازات التي دونها جلالته في سجل الأردن، ليثبت بالفعل لا بالقول أن حياة الأمم لا تقاس بالسنوات بقدر ما تقاس بحجم الانجازات التي تتحقق على ارض الواقع، وقد استطاع جلالته أن ينقل الأردن نقله نوعية ويحقق نجاحاً باهراً في سنوات حكمه المديد، وعلى المستويين الداخلي والخارجي، وما شهدته المملكة من نقلات نوعية شاملة وفي مختلف الميادين والمجالات والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها حتى على صعيد تطوير علاقات الأردن العربية والدولية، لتكريس دور الأردن المحوري في قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
فقد عمل جلالته ضمن إرثٍ هاشمي نبيل منذ اعتلاءه العرش على ترسيخ مؤسسات الدولة، وتحقيق التنمية بمفهومها الشامل، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، ودعم مسيرة السلام العالمي وتعزيزها، مستنداً على محبة شعبه ، وتقدير من زعماء عرب وعالميين لدور الأردن الريادي في العالم .
خمسة وعشرون عاماً مضت ولا تزال الصورة حيّة ماثلة كما هي، وشاهدة على ولادة مرحلة جديدة من مراحل صناعة الانجاز والتحديث والتطوير، للولوج الآمن بالأردن إلى مصاف الدول المتقدمة وتجاوز كل العقبات، والوصول إلى آفاق مفتوحة رحبه لا حدّ لها من العطاء والإنجاز.
في عيد الجلوس الملكي ذكرى تستوقفنا في كل عام كما هو الحال لمناسبة عيد الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، ونعيشها بمزيج من المعاني والمشاعر المتضافرة والأحاسيس الجياشة والدلالات المتنوعة المستمدة، شكّل الأردن ومعه جلالة الملك عبدالله الثاني، نموذجاً للدولة القوية الراسخة، والتي تسير وفق خطط علمية وعملية لإنجاز عملية الإصلاح الشامل، وتقوية النسيج الاجتماعي، وتعزيز المواطنة الفاعلة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية، وصون حقوق الإنسان، وتعزيز الحوار وقبول الآخر، وإرساء مبادئ سيادة القانون.
في ذكرى الجلوس واصل جلالته السعي بالعمل المستمر على كافَّة الأصعدة، بهدف تحقيق مستوى معيشي وخدماتي أفضل للمواطن الأردني، وكان لإنشاء مؤسَّساتٍ ديمقراطية، تهدف إلى توثيق ألإصلاح وتعزيز نطاق المشاركة الوطنية، ومشاركة المواطن الأردني في صنع القرار، من خلال سنّ مجموعة من القوانين والتشريعات الإصلاحية، لذا فإن جلالته كرس لدى الأردنيين مفهوم أن يجعل من مناسبات الوطن الخالدة ترجمةً حيّة لما تعنيه هذه المناسبات من تحولات كبيرة اقتصادية وسياسية وغيرها، ترجمةً لأفعالٍ تهدف لتعزيز الانتماء الوطني وخلق نهضةٍ شاملة في كافَّة المجالات ، تبُث هذه المناسبات روح العزيمة لدى الأردنيين وتشجّع الجميع على السعي والعمل نحو تحقيق المصالح الوطنية العامة، ونقول له راياتك تخفق في القمه يا صانع امجاد ألامه يا ملهمنا ومعلمنا سنظل نشد بك الهمه ...