قمة تعقد في ظروف استثنائية ووضع إقليمي صعب ومعقد، كل مرة تكون دون نتائج وحلول، يرجعون بخفي حنين، ليسوا من قلة بل من ضياع الهيبة منهم، وهُم سادة الدُنا يمتلكون مفاتيح العيش لأي دولة كانت بالعالم، منذ أن وقعوا على نواة ميثاق جامعة الدول العربية عام 1944، واكتملوا 22 دولة، ليحفل تاريخ القمم العربية منذ أربعينات القرن الماضي، باجتماعات عدة ارتبطت بأحداث تاريخيّة كبرى، تفاعلت معها ووقفت لنصرتها، لكن لم يقف لاجتماعاتها أحد إلا بالوعود الزائف.
دولاً هم جواهر العرب بينهم خير أجناد الأرض والأمنة بحفظ الله تعالي "مصر"، و"السعودية" رياضنا جميعاً بشعبها وحرميها الشريفين، والإمارات والكويت والبحرين دول عربية أخري، عقد قادتها العرب 48 اجتماعاً على مستوى القمة منها 32 عادية و16 طارئة، إذا ما أضيفت لها القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض، ليتلاقوا في الدورة الـ33 حول طاولة المنامة بينما يستمر حمام الدم في قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، وفي المقابل لا تزال واشنطن مصرة على أن تلعب وحدها دور ما تسميه "السمسار الشريف"، مثلما انفردت أميركا بترتيب اتفاقات "فك الاشتباك" على جبهتي سيناء والجولان عبر "دبلوماسية المكوك" التي مارسها الملعون كسينجر من أرض دولة هي القاتل الفاعل وفعله المشهود بيد الماسونية الصهيونية التي تتحكم باقتصاد وصناعة القرارات العالمية بأموالنا وطعامنا نحن العرب والمسلمين، أخير وأكثر بشرية.. وأضعافهم مرات ومرات، ولكن ما باليد حيلة فالمناخ الدولي اليوم متوتر جداً بين الكبار إلى حد التلويح بالسلاح النووي والحديث عن حرب عالمية ثالثة، قد تكون حكمة من قادتنا، حيثُ تعددت القراءات فيما صدر عن القمة العربية في البحرين، شيء من الارتياح، ولكن إلى أين، فالدور علينا دولة دولة والأرقام وأحداثها تئن وتصرخ من أهوال الأفعال والأيادي القاتلة لدمائنا العربية.
فهل القمة الـ33 كسابقتها من القمم، مرآة تعكس خوفنا، قمة من قمم عربية عدة عقدت على نار الأزمات، وقد يكون زُعماؤنا أدركوا قوتهم ويرسمون خطتهم (فالحرب خدعة)، لوقف الحرب على غزة وإنجاز تسوية القضية الفلسطينية، ربما!.. لكن مطالبهم في كل مرة بجديد تجعل من يأسنا لا حدود، فقد طالبوا بدعوة إلى "مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة التي فشلت في كل شيء ومات قانونها الدولي أمام دولة واحدة لا تعتمد إلا الإرهاب وسيلة والتهجير والقتل والدمار حلا على جسد ورقة حل الدولتين.. وفي كل مرة ليس وحدهم بل القمم العالمية والهيئات والاجتماعات تتحدث عن حلول واهية كلها تصب في مصلحة بني صهيون، فهل طلب "قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة حل أمثل؟!، بالطبع لا والجواب بسؤال أخر، هل الميناء العائم الذي فرضته الولايات المتحدة حلاً أمثل؟!. فالمساعدات للأن لا تري منفذ للدخول عبرها، ليخرج رئيسها العجوز صاحب الهفوات والزهايمر البائن "بايدن" ليتشدق بأن ما يحدث في غزة ليس جريمة حرب، بل يتعمد تجاهل الرأي العام العالمي واحتجاجات واهانات شعبه لإدارته الفاشلة في سياستها الخارجية.
لقد كانت هناك قمم دولية ومؤتمرات كان أخرها مؤتمري الأول بعنوان البحث عن تسوية للصراع العربي - الإسرائيلي، "مؤتمر جنيف" بعد حرب 1973 والبحث عن حلول لتراكمات حرب1967 وبقيت بلا تسويات، وثانيها "مؤتمر مدريد" الذي هندسه وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر بعد حرب "عاصفة الصحراء" التي أخرجت فيها قوات تحالف دولي بقيادة أميركا الجيش العراقي من الكويت، ولا ننسى "اتفاق أوسلو"، و"اتفاق وادي عربة" ولا زلنا بيد لاعب أوحد هو ضعيف انهزم بأفغانستان وانفضح بأوكرانيا، وهي مدينة للعرب بأموال لا طائل لها ولا تدفع سنتاً بل تأخذ منا وتبتزنا تحت حروب بالوكالة مع الـ "ناتو"، وبالتالي أي مؤتمر دولي قادم وغيره سيكون وعوداً بلا تنفيذ، تاركين دولة الاحتلال في ضلالاتها قتلاً وتدميراً وتهجيراً وتجويعاً.. فما الجدوى إذاً منها؟!.