تحت عنوان "حان وقت العمل" انطلق مؤتمر الاستجابة في الأردن بمشاركة عضوية من الجمهورية المصرية والأمم المتحدة من أجل فلسطين الدولة والإنسان ... ومن أجل تقديم برنامج إغاثي عاجل للأهل في قطاع غزة حيث يأتي هذا المؤتمر بالتزامن مع اصدار قرار أممي يقضي بوقف فوري لإطلاق النار فى غزة بعدما كان اعلن عقد هذا المؤتمر بالتزامن مع "إعلان بايدن" للحل الذي أصبح مؤيدا بقرار أممي مع انطلاق أعمال هذا المؤتمر، حيث تم التأكيد عبره على مرجعية الإطار الفلسطيني الموحد في الضفة وغزة، كما تم بيان جملة قانونية واضحة تشكل عنوان انتصار سياسي مفادها يقول لا للتغيير الديموغرافي منهيا بذلك سياسية التهجير وواضعا بذات السياق الخطوط العامة لليوم التالى للحرب، وهذا ما يعني في المحصلة رفض سياسة الحلول العسكرية والقرارات الأحادية ورفض سياسة الاسرله وإيجاد أرضية لحل الدولتين تضمن قيام الدولة الفلسطينية.
واستنادا لهذه الأرضية السياسية تاتى جملة البيان الاردنية من اجل إقران لغة الأقوال بأفعال من شأنها التخفيف من حجم الظروف المعيشيه الصعبه التى يعانى منها الإنسان الفلسطيني في غزة جراء اشتداد الظروف الحياتية عليه نتيجة حالة الحرب التدميرية التي تشن على القطاع منذ أكثر من ثمانية أشهر، وهو ما جعل من الظروف الحياتية بالقطاع تحتاج لدعائم لوجستية فورية وإمدادات غذائيه وصحيه تجعل من قطاع غزة واحة آمنة للعيش وغير طاردة للحياة.
وهذا ما يجعل من انعقاد اعمال هذا المؤتمر تشكل ارضية سياسية داعمة وأخرى إنسانية مستجيبة للظروف المعيشية الصعبة للإنسان الفلسطيني، وهو ما يعول عليه بتحويل ظروف حرب المسيرات والدبابات الى قوافل اغاثية ضمن مناخات سلميه لاسيما وان هذا المؤتمر ينعقد وسط زخم رعاية دولية حيث ينتظر أن يعيد ظروف الاستدامة الحياتية لتشمل كامل القطاع لما يحويه من محتوى إنساني فاعل لاحداث الاثر المطلوب وآخر سياسي عامل لبناء حواضن التأثير المجتمعية وهو معنون رساله امل للإنسان الفلسطيني من أجل تجسيد حلم الدولة والهوية على التراب الفلسطيني وليس على غيرها !
ولعل مؤتمر الاستجابة الذى انطلق من البحر الميت برهن عن مدى قدرة الأردن للعب دورا مركزيا في إنهاء الأزمات واكد على اهمية الاردن ومكانته في حمل لواء القضية المركزية للمنطقة التي يعنى حلها انتهاء أزمة الصراع التاريخية في منطقة مهد الحضارات، وهذا ما يجعل كل الأنظار تتجه صوب الأردن وتترقب نتائج أعمال هذا المؤتمر الذى يجسد بجملة فصل انتهاء حرب غزة بعد صدور القرار الأممي بوقف إطلاق النار وبيان الخطوط العامة لليوم التالى للحرب واعلان برنامج تنفيذي للإغاثة والإعمار.
وبهذا يكون الأردن قد قدم دورا طليعيا في تنفيذ المعطى السياسي الأممي، وأصبحت تحركاته الميدانية الإنسانية في شقها الإغاثي والصحي جميعها تعمل ضمن أجندة دولية ولا يجوز للطرف الإسرائيلي عرقلة أيا منها وفى ايه مسارات تقتضيها ظروف الإغاثة وتستلزم قوافل الإمداد فإن محاولة عرقلة هذه المسارات يعنى تجاوز على القرارات الأممية والمقتضيات الإنسانية من هنا تبرز أهمية انعقاد هذا المؤتمر وظروف توقيت انعقاده باعتباره يشكل جملة التفعيل للقرار السياسي بما هو إنساني، وهو ما جعله يكون تحت عنوان حان وقت العمل.