بالنظر إلى المقابلة التي أجراها سمو ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله على قناة العربية ، نرى بأن الأمير استطاع أن يقدم إجابات واضحة وصريحة ودقيقة حول القضايا المطروحة على الساحة وهو أمر ليس بالهين في ظل الظروف الإقليمية والدولية في هذه المرحلة ، خاصة أن هذه المقابلة هي أول مقابلة طويلة له مع الإعلام .
وما يميز المقابلة أن الأمير وجه حديثه وإجاباته مركزا على المستقبل ، مؤكدا على ضرورة إمتلاك ادوات تحقق النمو الإقتصادي والتنموي الحقيقي في الأردن ، حيث من الواضح من خلال المقابلة أن رؤية ولي العهد تركز على المجال الرقمي والتعليم التقني والمهني وهي منطقية وواقعية لحد كبير، ونلاحظ أيضا تركيزه على كلمة ( الكفاءة ) فهو ان دل فيدل على أهمية الكفاءة كسبب من اسباب التقدم ، وبدونها لا يمكن التقدم خطوة واحدة للأمام.
ونجد من حديثه أن المحور الاساسي فيه ملفات ذات حساسية كبيرة ولها اثر حقيقي اذا ما تم تطبيقها بصورة حقيقية لعل من أهمها ملف التنمية الإقتصادي والتعليم المهني والتقني والإنسجام مع المتغيرات في الأسواق ورقمنتها وهو حديث منطقي مع التغيرات الطبيعية لمجمل الإقتصاديات في العالم اليوم بالإضافة إلى الحديث عن أهمية تعزيز وتطوير السياحة والصناعة الوطنية ، وطرح وعد إنكار وجود مشكلتي الفقر والبطالة بل التأكيد على أهمية البحث والعمل لمعالجة هذه المشاكل التي باتت بشكل مباشر وغير مباشر تنشر الإحباط واليأس لدى الكثير ، وربما تكون الصناعة والسياحة مفتاحا لحل وعلاج هذه المشاكل خاصة في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن .
الأمير قدم الجانب الإقتصادي على السياسي وهو يعتبر خطوة استراتيجية هامة تعكس وتبين ما يفكر فيه الشباب اليوم خاصة إذا تم إعادة صياغة السياسات لتقديم لتقديم الكفاءة في جميع المجالات وهو السبيل والطريق لمواكبة التطورات وتحقيق التنمية المستدامة في الأردن واشراك مختلف الناس في مجمل الإقتصاد .
كما وتم طرح موضوع مهم جدا غفلت عنه الحكومات لفترات طويلة أدى الى ظهور أجيال بعيدة عن هويتها وعن وطنيتها وهو إعادة خدمة العلم كمشروع حقيقي وذلك لزيادة الإنضباطية والإلتزام وتعزيز الروح الوطنية .
هناك مجموعة من المفاتيح التي تم طرحها ورسائل مهمة يجب علينا التقاطها والعمل عليها وذلك لخلق مشروع وطني حقيقي ومتزن يكون عنوانه التنمية والعدالة والحرية .