تعتبر محطة جرف الدراويش بحد ذاتها حصنا عسكريا متكاملا فهي قوية البناء وتقابل المدخل الوحيد باتجاه الطفيلة عبر سلسلة الجبال مرورا بأودية الطقطقي ووادي تلعة الشراري وصولا إلى التوانة وعابور، وكانت المحطة مهمة بالنسبة للقوات التركية المحتلة وحلفائها لأنها:
- توفر مصدر مياه دائم فيها لتزويد صهاريج القطارات.
- سيطرتها على مدخل الطفيلة الوحيد تقريبا.
- تؤمن القدرة على التعامل مع المنطقة المحيطة بمرونة بحيث تكون هي قاعدة انطلاق الدوريات والعمليات العسكرية الأخرى.
- توفر الحماية لجسر حساس على خط سكة الحديد وهو يقع إلى الشمال منها وهناك جسر مماثل إلى الجنوب في منطقة وادي برما على بعد 2 كلم.
أما أهميتها بالنسبة لقوات الثورة العربية الكبرى فقد رأى الأمير زيد بن الحسين قائد مسرح العمليات العسكرية في منطقة الطفيلة أن الاستيلاء على المحطة يعني:
1. التأثير في خطوط مواصلات القوات التركية المحتلة والخيالة الألمانية وحرمانها من محطة قوية.
2. فتح الطريق باتجاه الطفيلة وبالتالي توفير الحماية الخلفية ومسلك الطرق من الجهة الشرقية.
3. إحكام الحصار على محطة معان وسجنها من جهتهما الشمالية.
4. التأثير على قوات الاحتلال التركي المتحصنة في قلعة عنيزة بعد ٢٧ كلم تقريبا
5. الاتصال مع العشائر الأردنية حيث كانت المنطقة تعتبر سوقا تجاريا تؤمها القبائل البدوية الأردنية القاطنة في الجهات الشرقية.
6. الرد المباشر على هجوم الأتراك على وادي موسى في 21/11/1918 والذي استشهد وجرح فيه 40 فارسا وجنديا من قوات الثورة.
نتائج المعركة
كانت المعركة سريعة وحاسمة نظرا لمهارة الفرسان والتخطيط الذكي لها، فقد فرّ الأتراك من موقع المحطة باتجاه الغرب وأسفرت المعركة عن 80 قتيلاً تركيا، 200 أسير تركي وألماني ونمساوي منهم 7 ضباط، 40 عربة محملة بالمؤن واللحوم كانت في طريقها لتزويد الحامية التركية في المدينة المنورة، وعدد من الجرحى الذين بقوا في المحطة بعد أن أخلاها فرسان العشائر الأردنية ليتسنى للنجدات التركية تقديم الإسعاف لهم، في إشارة واضحة لأخلاق الحرب التي حملها فرسان العشائر الأردنية.