هو شيخ المصوّرين الأردنيين، ولكنّه ما زال شاباً. هو يوسف العلاّن، الذي ظلّ على مدار عُمر الصحافة، منذ صارت الصورة تحتلّ الصفحات الأولى ، الأوّل بلا منازع، والأستاذ.
كان أستاذنا الراحل محمود الكايد يعرف أهميّة الصورة، ولهذا اتّخذه صديقاً وليس مجرّد موظّف، وجعل من غرفته السوداء الصغيرة عريناً لا يدخل إليه أحد، إلاّ بعد أن يعلن يوسف أنّ السلبية صارت ايجابية، وباتت صوراً تراها العيون.
عدسة يوسف تلتقط ما لا تلتقطه العدسات الأخرى، فعينه موهوبة، ولهذا فكان للقطة من زاوية بعيدة أن تأخذه إلى الديوان الملكي، مصوّراً خاصّاً للملك، فقد أعجب بها جلالته بعد نشرها على الصفحة الأولى من "الرأي"، وعلى ما أذكر فقد كانت الملكة رانيا أوّل من انتبه إليها.
حتّى لو كان إسم ابنه البكر رامي، فما زلنا نسمّيه يوسف، ونعرف أنّ أرشيفه الشخصي من الصور يكاد يُسجّل أدقّ دقائق حياتنا في الصحافة، وأكثر من ذلك فليس هناك من صورة للملك الحبيب على مدار ربع قرن لم تكن من عدسة صاحبنا.
يوسف العلان علامة فارقة في حياتنا خلال ربع القرن الماضي، ويحمل في سجلّه آلاف الآلاف من الصور الخاصّة عن مسيرة سيّد البلاد والعباد، ولهذا فحين نعرف أنّه سينتجها بكتاب أنيق ثريّ نفرح وننتظر، فقد كنّا معه في بعض ذلك ونتشرّف، وللحديث بقية!.