قبل أكثر من 90 سنة أصدر المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود قرارًا بإنشاء الساعة التاريخية الشهيرة في مكة المكرمة، ونصبها على سطح دار الحكومة، وسُميت حينها بـ(الساعة الكبيرة)، أو (ساعة التوقيت)؛ لتكون شاهدة على مرحلة جديدة من التاريخ السعودي.
ففي عام 1933م/ 1352هـ لاحظ الملك المؤسس حاجة مكة إلى وجود ساعة كبيرة، تُشاهَد عقاربها من مسافة بعيدة، ويسمع صوت دقاتها المصلون في المسجد الحرام وما حوله، وعلى الفور أصدر الملك الأوامر إلى وزير ماليته بجلب الساعة من الخارج، وعهد إلى أمين العاصمة المقدسة عباس قطان بوضعها على دار الحكومة.
وشرع العمل في بناء برج للساعة، بلغ ارتفاعه (15) مترًا على سطح دار الحكومة؛ لترتفع الساعة عن أرضية الشارع بما يزيد على (30) مترًا، وذلك في شهر رجب من عام 1352هـ (1933م)، وتم الانتهاء من بنائه في أواخر شهر شعبان.
ووفقًا لما تنقله دارة الملك عبدالعزيز، فقد صُممت الساعة لتكون على وجهين، أحدهما مطل على المسجد الحرام وشارع المسعى، والوجه الآخر يطل على محلة أجياد.
وكانت الساعة تحفة فنية، زينت العاصمة المقدسة؛ إذ كان لها ميناء أبيض، وعقارب باللون الأسود؛ ما يساعد على مشاهدتها من مسافة بعيدة؛ إذ يضاء الميناء بالكهرباء في أثناء الليل، وكانت أول ساعة بهذه الضخامة يجري تركيبها، وتميزت بدقة التوقيت، وبهاء المنظر، وأصبحت أداة التوقيت الرئيسية في المسجد الحرام.
وتزين ساعة مكة الأولى في الوقت الراهن معرض عمارة الحرمين الشريفين بأم الجود في مكة المكرمة؛ لتكون شاهدة على مراحل التطور السعودي عبر الزمن، والرعاية السعودية التي لا تنقطع للحرمين.