2024-12-29 - الأحد
إليكم مخاطر قلة النوم على الصحة ؟ nayrouz ثنائية الحمدان تحطم أحلام العراق.. المنتخب السعودي يقترب من اللقب الخليجي وسالم الدوسري ”أفضل لاعب” nayrouz قائد الحرس الثوري الإيراني ينفخ في مليشيات الحوثي لإبعاد الحرب عن إيران وجلبها على اليمن nayrouz تعرف على الفيتامينات الأساسية للوقاية من هشاشة العظام وتعزيز الذاكرة nayrouz نجل القرضاوي بقبضة السلطات اللبنانية بعد عبوره من سوريا nayrouz تعطل المكيف ووضعت قنبلة تحت وسادته.. إسرائيل تكشف لأول مرة أسرار ليلة اغتيال اسماعيل هنية في طهران nayrouz بوتين يعترف بإسقاط روسيا الطائرة الأذربيجانية ويعتذر لنظيره الأذري بعد مقتل العشرات nayrouz غارات جوية تضرب مواقع للحوثيين باليمن للمرة الثانية الليلة.. تفاصيل nayrouz جدول مباريات اليوم الأحد 29 ديسمبر 2024 والقنوات الناقلة nayrouz الأمير الحسن يستقبل لاعبي منتخب التايكواندو nayrouz وفيات الأردن اليوم الأحد 29-12-2024 nayrouz رابطة الكتاب الأردنيين تحتفل بيوبيلها الذهبي nayrouz مؤسسة ولي العهد في المفرق تُنشئ ملعباً لكرة القدم في مدرسة الدجنية nayrouz فرسان الأردن يحسم تتويجه بلقب دوري الناشئين ت15 nayrouz بلدية بني عبيد تطرح عطاء لإنشاء مدينة ألعاب ترفيهية nayrouz كتلة إتحاد الأحزاب الوسطية: حريصون على تبنى قضايا القطاع الخاص nayrouz حوارية حول المدن الذكية في إربد nayrouz بحث التعاون بين "البحوث الزراعية" ووفد صيني nayrouz اختتام مشروع "أرضي" لتعزيز المهارات الزراعية في عجلون nayrouz الأردن في المركز الثاني في البطولة العربية للكراتيه nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأحد 29-12-2024 nayrouz وفاة الشيخ والقاضي العشائري ذيب القواسمة nayrouz قبيلة التياها تفقد أحد شيوخها المرحوم الشيخ ذيب جبر القواسمة nayrouz الحاج محمد حسين الشوابكة في ذمة الله nayrouz وفاة الأردنيان الخطاطبة ورمان بحادث سير في أميركا nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 28-12-2024 nayrouz رئيس بلدية لواء الموقر "الجبور" ينعى الشابين قصي وخالد أبو غنيم nayrouz مهند هشام محمد رجا مسعود خريسات في ذمة الله nayrouz الجبور يعزي ال عبيدات بوفاة الشاب حسن عبيدات من بلدة حرتا nayrouz الحاج صالح زعل الفقراء " ابو عبدالله" في ذمة الله nayrouz الجبور يعزي الروسان بوفاة الرائد المتقاعد نبيل محمد" ابو امجد " nayrouz الحاجة فاطمة عبد الله حسين الحوري "ام السعيد " في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة27-12-2024 nayrouz الشاب اسعد حسن الشطي في ذمة الله nayrouz المقدم م خلدون محمد الفاعوري في ذمه الله nayrouz وفاة أمام ومؤذن مسجد بشرى الكبير الحاج عبدالله علي جرادات nayrouz وفاة صباح ابنة الفنان الاردني عبده موسى " nayrouz وفاة الطالب قصي سليمان عواد ابو غنيم اثر حادث مؤسف على طريق الموقر nayrouz وفاة الفاضلة باسمة صدقي منيب شموط "أم بديع" nayrouz سعود خليف سالم البركات الشوابكة في ذمة الله nayrouz

مذكرات المهاجر (حكاية من وراء النهر وأمامه)

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

بقلم الدكتور رائد المشاورة 
 
هنا في استراليا وعلى سبيل المصادفة كنت ألتقي  أسرة كريمة من فلسطين الحبيبة ترجع إلى عائلة الغنايم ، وكدت لا أصدق حدوث هذا ، فأرض المهجر يجتمع إليها أخلاط الناس وتعرف بها أنماطاً من الأعراف والديانات والقيم .. غير أن هذا اللقاء كان فارقا عميق الأثر في نفسي،  فقد جمعتني بهذه العائلة الكريمة وشائج من القربى وصلة رحم بعيدة  قد تبدو بعيدة لكنها دماء جرت في أوردة أجدادي  منذ مئة عام أو تزيد! . 

إن جدتي  لوالدي رحمهما الله  هي زهرة محمود الشباطات التى توفيت في ريعان شبابها نهاية الأربعينات خلال أعوام نكبة فلسطين، أما والدتها فهي جدة والدي المرحومة تفاحة عباس القطامين أم الرجال والتي عرفت بفروسيتها حيث كانت تركب الخيل وتحمل السيف والبندقية ..أما جدة جدتي فهي المرحومة ذهبيه الغنايم اصل كل الحكاية المروية وألق الماضي البعيد بكل ما فيه من شوق وحنين فهي من خير نساء قرية كفر مالك قرب سلواد شمال القدس في فلسطين والتي تزوجت من جدّنا الشيخ عباس القطامين رحمهم الله جميعا أيام الدولة العثمانية قبيل نشوء الدولة الأردنية ووعد بلفور ونشوء دولة الغرباء والاحتلال وأخالها جاءت  إلى شرق النهر  جنوب الأردن في الطفيلة محفوفة بالبنادق والسيوف وعلى هودجها صندوق الكحل والذهب والرضى كله. إنها قصة من قصص الزواج والمصاهرة هذه تحمل أكثر من دلالة وبرهان على أن الأردن وفلسطين أشقاء دمهم واحد لا بل القلب يخفق في جسد واحد ومصيرهم واحد ويتشابهون في المروءة والعطاء بل وبكل شيء يقال ويفعل . 

لقد أنجبت الجدة المرحومة ذهبية الغنايم قبل عقود مضت الرجال وزين النساء وتمددت العائلات والعشائر وأصبح من ذريتها مئات من الصفوة  والأكثر  أدباً وعلماً وقادة في كل ميادين الحياة.  كانت رحمها الله موصوفة بحسن الطلعة وبهاء الوجه ورجاحة العقل وثبات الرأى... فسلام عليك وعلى الراحلين من امام النهر وخلف النهر  وسلام على روحك أيتها الجدة النبيلة وسلام على كفر مالك في فلسطين أخوالنا الكبار وأبطال ماضي الزمان وحاضره. 

 لم تكن فلسطين إلا لأهلها ، مسكوكة على جذوع الزيتون وصخر الأحراش ... في رائحة الزعتر البري وكوفيات الرجال بألوانها الذين عرفوا الأرض كما عرفوا أبناءهم وأنفسهم …وستبقى مهما طال الزمان عربية تعصر زيتها وتربي خيلها وتحض على المروءات . فلسطين يا جميلة الجميلات وزهرة البوادي المتفردة أهلكهم ممن حملوا  ألوية الصبر ورايات النصر والصمود وأشرعوا أبواباً للتضحيات وسنوا له منهاجا ومنسكا. أهلها الذي بقوا وثبتوا فكأنما عظامهم خناجر وكأنما دمهم زيت مشاعل يضيء طريق الأحرار  في كل مكان في عالم لم يعرف البطولة إلا من فلسطين. 

أوصلتني دروب الغربة بعيدًا  وكنت أدقق كثيرًا مما يكتب عن فلسطين منذ زمن بعيد، أما هذه الايام فقد صرت أتابع  أخبار الدمار والفرح والاستشهاد بشغف كبير.  وأشعر بالتقصير الكبير مهما قدمت في السر والعلن. وأشعر بألم عميق  واستياء عند سماعي وتصفحي لبعض المغردين المهووسيين بالنيل من فلسطين والمقاومين وخصوصا على منصة اكس/ تويتر وتعليقاتهم المخزية والمعيبة وبلغة عربية واكاد اجزم بأنهم من فرق الغرباء الذين يقطرون السم في ريق المتعبين! إن وجد الذكريات يمور في النفس بتذكر جدتنا الكبرى  وملامحها الجميلة  وأستذكر  كل رماح فلسطين ورجالها وتغريبة الوطن الحزين مذ تُركوا وحدهم في الاربعينات ولا احد يعلم عنه شيئا ... 

إن  نذالة الكلمات ووضاعتها لا تخرج إلا من وضيع لئيم متخلف.. لا يعرف التاريخ ولا أبعاد المعراج إلى السماء وإن اسم فلسطين وأهلها فوق السحب وأعالي الجبال وإن نصرهم على الله عز وجل لأنه اختارهم واجتباهم للبطولة والشهادة نيابة عن أمة تعيش وهدة ضياعها وذلها وهوانها.  لقد أفهمني  والدي رحمه الله خلال حديثه عن مكوثه في القدس يوم كان جنديا يافعاً في زمن الستينيات زمن السلاح والبندقية والكرامة العربية التي خاضها جنود الأردن وحدهم... أن فلسطين هي القبلة والمهجة التي تديم ضخ الدماء في أجسامنا وأن ارضها اغتصبت عنوة  وانتزعت بقوة السلاح من قبل عصابة مجرمة ربيبة الغرب الظالم . 

كان  رحمه الله  يبدي النصح العميق لنا في كل مراحل الحياة بصمت مقلا في الكلام. وقد قال لي عندما اردت السفر والغربة في بلاد المهجر أول مرة:  يبوي.... عليك بالقرب من أهل فلسطين فهم أهل خلق ودين وعلم وفيهم من الوفاء ما فيهم. كانت وصيته ًكسفر جعلني انبش في أوراق التاريخ وأزقة القرى وما قالوا وما كتبوا ووجدت آثارهم هنا وهناك. 
لقد  مر بصري  على ما جاء في السيرة النبوية حيث قال النبي  الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم بشأن فاطمة الزهراء ابنته بأنها بضعة منه أي أنها  جزء منه من أحبها أحبه ومن بغضها أبغضه وفلسطين بالنسبه لنا بضعة منا وقلب نابض فينا  لأننا منها وهي منها ولو وقف العالم  الظالم كله ضدها فهي القبلة والقبلة على الجبين …يتبع لاحقًا.