بدأَ جلالة الملك الحُكم والقيادة بثوابت الدولة الأردنية، والنهج الهاشميّ، راعياً وملكاً، يحافظ على العهد ولا ينكثه، يسعى للإرتقاء بالوطن إلى مصافّ الدول الحديثة الحضارية، أشرف على عمليات التحديث والتطوير للجيش ليضفي عليه صفة الاحتراف والتميّز، والمقدرة على الموائمة بين الواجب الإنسانيّ والواجب الأمنيّ .
بعد الاستماع إلى خطاب جلالة الملك بمناسبة اليوبيل الفضيّ تشعر بالارتياح كونه مثقلٌ بالأمل، ممتلئ بالتفاؤل، غير مسبوق، يجلجل كالرعد بين المشاعر والعواطف، جسّد جلال المناسبة، كلمات تسلب العقول، تأخذ القلوب، تأسر الأفئدة، تلامس عظم الرسالة وثقل الأمانة، تنبض بإنجازات وطنٍ عظيم، يعلو ولا يُعلى عليه، تحاكي خمساً وعشرين عاماً، طوّع فيها الأزمات، تغلّب على الصعوبات، تجاوز سنين عجاف.
عاهد شعبه (أن يبقى حراً، عزيزاً، كريماً، آمناً، مطمئناً) (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) ، وها هو الأردن، يؤوي المشرّد، يحتضن اللاجئ، يمسح جراح الشقيق، يفتخر بشعبٍ معدنه من ذهب، يؤْثر على نفسه ولوكان به خصاصه،( يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) .
جلالة الملك امتشق السيف وحيّا الحضور، رمزاً لقوّة الدولة، وتحية للجيش والعسكر، تحية لخيل الثورة العربية الكبرى، (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا) ، تحية لروح الملك الشهيد، الذي غسل بدمائه الطاهرة عتبات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي تحية أيضاً لأرواح شهدائنا في معارك فلسطين، في اللطرون وباب الواد وعلى أسوار القدس، وعلى سفوح البلقاء في معركة الكرامة.
(... كلي فخر بأن أكون أردنياً) كلماتٌ ترقى لمستوىً ثقافيّ عاليَ النضج، نعم هذا هو المشروع الوطني الأردني الأطهر والأنقى والأنظف والأشرف فكراً ومعرفةً، لبناء الوطن وترسيخ قوّة الدولة، للحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية، وصهر مكونات المجتمع في محراب الولاء والانتماء على أسس فكرية لها رؤيا ورسالة، ولها قيم وشيم أخلاقية أصيلة، لتجذير وتعزيز الثقافة الوطنية، لحماية الأردن من الأخطار الداخلية والتهديدات الخارجية، استلّ جلالتهُ السيفَ ليقول :