تتعانق الأفراح شوقاً في أردننا الغالي ، ونعيش هذه الأيام أجواء الفرح والبهجة والسرور ، ونتضرع إلى الباري سبحانه وتعالى أن يحفظ بلدنا وقائدنا المفدى ، وأن يديم عز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين .
وما أجمل أيامنا ونحن نزجي باقات الاعتزاز والولاء والإخلاص إلى سمو ولي العهد المعظم في عيد ميلاده الميمون ، وأن نزين كل الأماكن بالورود والرياحيين ، وأن نرفع هاماتنا إلى السماء ، متوجة بتاج العز والفخار ، وأن نبث كل ما في نفوسنا من مشاعر الحب والولاء ، وما أبهاك يا وطني ونحن نسطر على ارضك الطاهرة أنقى عبارات الفداء ، وكل عام والوطن وقائده وولي عهده الأمين بألف خير .
ويزدادالفرح ، وتفتح الأبواب على مصراعيها ، وتتدفق عبارات الحب التي لا تتوقف ، ابتهاجاً بعيد ميلاد ولي العهد المفدى الحسين بن عبدالله الثاني ، ويطيب لنا كأسرة أردنية واحدة أن نتوجه إلى سموه بأحر التهاني والتبريكات ، سائلين المولى عز وجل أن يعيد هذه الذكرى السعيدة عليه بموفور الصحة والعافية وطول العمر والخير واليمن والبركات ، وأن يحفظه ذخراً وسنداً لأردننا الحبيب في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم .
والشيء بالشيء بذكر ، فقد ناب سموه عن جلالة الملك عبدالله الثاني في العديد من المحافل العربية والإقليمية والدولية ، على سبيل المثال لا الحصر فقد ترأس الوفد الأردني في أعمال القمة العربية بدورتها الحادية والثلاثين والتي عقدت في الجزائر في الأول من تشرين الثاني من عام 2022 ميلادية ، وكذلك قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر المعنية بالمناخ في المملكة العربية السعودية الشقيقة في الخامس والعشرين من شهر تشرين الاول عام 2021 ميلادية ، واجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من أيلول عام 2017 ميلادية.
أيضاً مثل سمو ولي العهد الأردن في العديد من المحافل الدولية ، إذ ترأس جلسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة وذلك في نيسان 2015 ميلادية لمناقشة " دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة التطرف والإرهاب" وقد توجت جهود سموه والتي بدأها في الأمم المتحدة بعقد المنتدى العالمي الأول للشباب والسلام والأمن في الأردن وذلك في شهر آب من عام 2015 حيث صدر عن المنتدى " إعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن " .
ويركز سموه جل اهتمامه على مواكبة التطور في الذكاء الاصطناعي بشكل دائم مع مختلف أبناء وبنات الأردن وفي كافة المحافظات ، ودأب باستمرار على القيام بزيارات منزلية تجمعه مع شيوخ ووجهاء وأبناء المناطق المختلفة ، ويساند سمو ولي العهد جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في توطيد العلاقات الأخوية التي تجمع الأردن بمحيطه العربي ، وذلك عبر تبادل الزيارات والإتصالات مع قادة المنطقة وحكامها ، كما دأب سموه على الحرص الدائم في حضور التدريبات والمناورات العسكرية مع رفاق السلاح في الميدان ، فسمو الأمير تجمعه علاقات وطيدة مع رفاق السلاح ،
وانطلاقاً من اهتمام سموه الدؤوب في تحسين الأوضاع المعيشية للمتقاعدين العسكريين ، أشرف سمو ولي العهد بنفسه على برنامج " رفاق السلاح" والذي تم أعدادة خصيصاً بناء على التوجيهات الملكية السامية ، وذلك لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى من خلال لجنة شكلت لتحقيق هذه الغاية.
هذا ، وتولى سمو ولي العهد منصب نائب جلالة الملك عبدالله الثاني في عدة مناسبات ، مثلما رافق جلالته في العديد من الزيارات الرسمية إلى العديد من الدول الشقيقة والصديقة ،وفي إستقبال كبار ضيوف الأردن ، وسموه على تواصل دائم مع جميع المؤسسات المعنية بمتابعة تنفيذ توجيهات ورؤى جلالة الملك السامية ، حيث ترأس سموه مرات عدة مجلس السياسات الوطني.
ويولي سموه الشباب جل اهتمامه ورعايته ، إذ استهدف إنشاء مؤسسة ولي العهد ، والتي انطلقت في كانون الاول من عام 2015 ميلادية ، وذلك لرعاية الشباب الأردني وتنمية وخدمة المجتمعات المحلية من خلال تعزيز مفهوم الابتكار لديهم ، والمواءمة بين إبداعاتهم وقدراتهم على اكتساب المهارات والخبرات والتجارب ، وبما يؤهلهم لتبوء مواقع قيادية في المستقبل ، ويحرص سمو كل الحرص على متابعة نشاطات مؤسسة ولي العهد وإنجازاتها وتوجيهها بشكل مستمر لتطوير برامج شمولية وريادية تراعي اهتمامات الشباب وميولهم وتثري خبراتهم.
كما يولي سموه اهتماماً كبيراً بنشاطات العمل التطوعي وتأصيل ثقافة التطوع ، إذ يرى سمو الأمير بأن العمل التطوعي لايصنع مواطناً فاعلاً فقط ،وإنما يبني مجتمعاً متماسكاً متلاحماً ، وركيزة أساسية في الوحدة والتكافل بين المواطنين بمختلف أعمارهم.
وإلى جانب تركيز سموه على قضايا الشباب برز اهتمامه بالرياضة والأطفال ، حيث أطلق عدداً من المبادرات التي استطاعت الوصول للفئات المستهدفة في مختلف محافظات المملكة ، ونجحت في تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع ، وأصبحت مؤسسة ولي العهد تشكل المظلة القانونية التمويلية للعديد من المبادرات الهادفة .
ففي قطاع الشباب أطلق سموه مبادرة حقق في نيسان من عام 2013 ميلادية ، وهي مبادرة تعنى بالمقام الأول بتشكيل وعي الشباب ونضوجهم فكرياً ، وبخاصة طلاب وطالبات المدارس ، وتدريبهم على المهارات القيادية وآليات الحوار والتفاوض وفض النزاعات وحلها ، وبالمناسبة لمبادرة حقق اليوم مجالس منتخبة من جميع محافظات المملكة حيث تقوم بتنفيذ أعمال تطوعية بشكل دوري ومنتظم .
أما على صعيد الرياضة فقد أطلق سموه مبادرة قصي لتكون البيئة الحاضنة للنشاط الرياضي ، ضمن بيئة صحية وسليمة ، وتعنى هذه بالعمل على رفع جاهزية المعالجين والطواقم الطبية الرياضية في مجال تقديم الإسعافات الأولية السليمة للرياضين.
وبهدف التخفيف من معاناة الأطفال الذين يعانون من الصمم ، والعمل على إعادة تأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع أطلق سمو ولي العهد مبادرة سمع بلا حدود ، والتي تستهدف معالجة الأطفال الذين يعانون من الصمم من خلال زراعة أجهزة القوقعة لهم . وهلم جرا ًفالمقام لا يتسع للتفصيل أو الإفاضة اكثر من ذلك ، فبمادرات سموه لا تعد ولا تحصى ولا يمكن حصرها في مقالة .
وأخيراً وليس اخراً أن احتفالنا بهذه المناسبة العطرة ، إنما يأتي لتكريس مفهوم المحبة والولاء والفخار بهذه العائلة الهاشمية الخالدة ، وسليلة الدوحة النبوية الشريفة ،وعترة آل البيت الكرام ، ويأتي كذلك للتأكيد على أننا في ظلال هذا الوطن الحبيب نلتف حول القيادة الهاشمية الفذة يداً بيد لبناء مستقبل الأجيال القادمة التي ستحمل الأمانة وترفع دوماً رايات العزة وتعلي البناء .
وبهذه المناسبة السعيدة على قلوب الأردنيون جميعاً ضج موقع تويتر بآلاف التغريدات المهنئة والمباركة بعيد ميلاد سمو ولي العهد التلاثون ، حيث أشاد المغردون بكل الجهود الخيرة التي بذلها سموه في سبيل خدمة الوطن والمواطن ونصرة القضايا العربية والإسلامية.
ولا يسعني في نهاية مقالتي هذه . إلا أن أتقدم من سيدي ومولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو ولي عهده الأمين بأسمى آيات التبريك والتهاني ، وكل معاني الولاء والوفاء ، سائلاً المولى القدير أن يحفظ الأردن قيادة وشعباً ، إنه سميع مجيب الدعاء .