بسبب 7 مناظرات.. اندلعت الحرب الأهلية بأميركا وقتل 600 ألف، تكررت فصولها في حياتنا الحالي بين رئيسين عجوز وأخرق، ينتظرا مواجهة قد تقلب الموازين لكن للعرب لا شيء فهما في كلتا الحالتين ضحية، تلك المناظرات السبع ساهمت في رفع شعبية أبراهام لينكولن وسهلت فوزه بالانتخابات الرئاسية سنة 1860 لتشهد الولايات المتحدة الأميركية أزمة بانشقاق الولايات الجنوبية عنها وإعلان استقلالها تلتها حربا أهلية أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 600 ألف شخص.
ولقد رأينا ما صار بالانتخابات السابقة وأحداث الكابيتول، ليقف (بايدن وترامب) وجهاً لوجه أخيراً.. في مناظرة من 90 دقيقة، طال انتظارها، فمن سيُهيمن عليها ويقلب الموازين؟، إذ أنها تشكل نقطة الذروة للحملتين الانتخابيتين اللتين صعدتا الهجمات الشخصية مؤخرا بشكل متزايد.. واستعد لها ترامب طوال حياته وفق قوله في مقابلة مع شبكة "نيوزماكس" اليمينية بشأن التحضير للمناظرة: "أعتقد أنني كنت أستعد لها طوال حياتي. سنقوم بعمل جيد جدا"، بينما أمضى بايدن الأسبوع بعيدا عن الأنظار في منتجع كامب ديفيد الجبلي بالقرب من واشنطن للتدرب وإجراء مناظرات وهمية. وأعتقد أن استطلاعات الرأي في صفه قليلاً، ولكونهُ واعياً صامداً بعكس غريمه العجوز البالغ 81 عاماً، وما يعتريه من زهايمر وخراف تجعلهُ عديم الأهلية خاصة كفاءته الذهنية وهي مصدر قلقه الأكبر، خصوصا أنه يُتوقع أن يذكر الناخبون مسألة عمره أكثر من ترامب الذي يصغره بثلاث سنوات فقط، وغارق في سلسلة من القضايا الجنائية في المحاكم، ورغم ذلك كان أكثر استرخاءً من العجوز، حيث تجنب التدريبات الرسمية للمناظرات ليشارك في طاولات مستديرة غير رسمية وليحول نقاشاته مع الحشود إلى ورش لاستراتيجيات النقاش، فهو بارعاً في مجالات عدة سيركز عليها مثل الاقتصاد والجريمة والتضخم، بينما يسعى بايدن إلى تصوير ترامب على أنه مضطرب وغير صالح للمنصب قائلة حملته: "المحتال دونالد ترامب في مكتبه لا يهتم إلا بنفسه"، بينما كان ترامب وفريقه يروجون لنظرية لا أساس لها بأن بايدن سيكون حيويا بسبب "تناوله عقاقير تحسين الأداء"، لاسيما وأن المناظرة هي أول ظهور مطول لبايدن أمام ملايين الأمريكيين منذ جولة المناظرات الأخيرة، قبل ما يقرب من أربع سنوات، مما جعله بعيداً عن القرارات السياسية بسبب حرب غزة، ودعمه لإسرائيل وكذلك تباطؤ التضخم منذ يونيو 2022، وهو عبئًا على تقييم بايدن، الذي قلل من الأزمة الاقتصادية التي يشعر بها الأمريكيين، وادعى زوراً أن التضخم كان 9% عندما تولى منصبه. في الواقع، بلغ التضخم هذا الذروة بعد أكثر من 16 شهراً من توليه المنصب، فلماذا لم يعترف بايدن بمدى سوء الأمور؟ هل هو خداع أم خرف؟، كلاهما معاً نعم.. وهو ما يخشى أن تكون الديموقراطية والتي تعتبر شيئاً لا يتجزأ من الأساسي الأمريكي على المحك، إذا استعاد ترامب البيت الأبيض، والمقرب من روسيا أكثر من كييف، المسنودة من الإدارة البايدنية والاتحاد الأوربي المريض وحلف الناتو، فكلاهما له عيوب ينبغي أن يتجنبها كل منهما والرد بذكاء.