"أطفال غزة يفضحون الغرب وحضارته.. أنتم كاذبون بلا ضمير" .. عنوان مقال لنا تم نشره 4 نوفمبر 2023 وها نحن 25 يونيو 2024 ، وما زال الاحتلال يقصف الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الفلسطينين دون رادع ولا زال المجتمع الدولى عاجز عن منعه، رغم المعاناة الإنسانية الصعبة ورغم قرارات محكمة العدل الدولية وقرارات المحكمة الجنائية الدولية وقرارات لمجلس الأمن الدولى، وتصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالأغلبية أكثر من مرة لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، لنتأكد جميعا أننا أمام كيان تمت صناعته ليكون فوق القانون، فلما لا وقد صنع جراء كذبة وافتراء ودعم من قوى استعمارية لا تعرف للأخلاق طريقا ولا للإنسانية سبيلا..
ولأن المأساة كما هى وزيف الحضارة التى خدعتنا عقود طويلا وقسمت دولا تحت شعارات مزيفة كاذبة، لذلك نؤكد ما كتبناه من قبل أن ما يحدث في فلسطين من دمار ودماء وأشلاء يفضح الحضارة الغربية التي تتغنى بمبادئها وديمقراطيتها، ويثبت قطعا أننا أمام عالم بلا أخلاق وبلا إنسانية، فلما لا وقد ترك هذا العالم الأنانى وما زال يترك كيانا محتلا يفعل ما يشاء ويتحكم فى قانونه وقواعده بالقوة.
فيا له من عار على حضارة تستثنى أطفال فلسطين من مواثيقها وكأنهم أطفال دون أطفال العالم من حيث الحقوق والإنسانية.
ويا له من عار على حضارة تتحدث عن أنها راعية للقيم الإنسانية، ورسول الأمن والسلام، وأن صورتها متلألئة في الأعين، لكنها في الحقيقة حضارة مزيفة كاذبة خادعة مُخادعة.
لذلك - اعتقادى - إن ما يحدث في غزة لا يأتي إلا من إنسان متوحِّش قاسٍ متعطِّش للدماء، بل أقول، إن ما يحدث في غزة أقام الدليل على أن تلك الحضارة تُخفي في عُمقها عنصرية مقيتة، وتمييزاً خسيسا، وبها انحرافات قميئة.
فهل هناك الآن من يُنافس الإنسان الغربى المتحضِّر في سفك الدماء والتدمير والقتل بأبشع الأسلحة حتى القنابل النووية في ظل تعدد بؤر الصراعات والنزاعات في العالم، والتى يقف وراء تمددها سياسة إطالة أمد الصراع من قبل الغرب والولايات المتحدة.
إذن الحقيقة المؤكدة.. إن التحضُر في تلك الحضارة مُرادفاً للتدمير، والديموقراطية مُرادفاً للتمييز والعنصرية، وحقوق الإنسان مُرادفاً للابتزاز.. لكن – قطعا - سيبقى الحق حق والباطل باطل مهما كانت الأفعال ومهما طال الزمان..
فلما لا والكل يسأل أين ضمير العالم مما يحدث في غزة من قتل وتشريد وتدمير وإبادة؟.. ومتى نرتاح من مشاهد الأشلاء وارتجاف الأطفال والأمهات على الشاشات؟.. وأين حقوق الإنسان يا من تتشدقون بها؟ وأين المواثيق التي صدعتم رؤوسنا بها؟