بعض الناخبين يفقد توازنه في موسم الانتخابات، تراه تارة مؤيدا، وتارة معارضا، وتارة أخرى حاجبا للصوت، وتارة تراه يزعم أنه ذلك الشخص القابض على الصاعق، الذي لولاه لانفجرت الدنيا بمن فيها، وتارة يحاول النيل من المرشحين تصريحا وتلميحا؛ لأنه يعلم مدى حاجتهم له او لأفراد عائلته، ومدى حساسية التوقيت الذي يمنعهم من الرد ودفع الأذى... طبعا هذا موسم مناسب لهذا النوع من الناخبين الذين يركبون الحمل (المايل) ويمعنون في التدلل؛ لذا تراهم يستثمرونه بشكل جيد يمكن وصفه ب(التغثلي) لأنهم بعد أن يمر هذا الموسم وينتهي سيعودون إلى سابق العهد، ولن يجدوا أحمالا مائلة للاتكاء عليها وإيقاعها أرضا...
... أنا لو كنت مرشحا سأقول لكل من (يتغثلى) ويخترع الأسباب لافتعال الأزمات لا يلزمني صوتك، ذلك أن من يبحث عن أسباب الأزمات لن يعدمها... مع إيماني العميق بحرية الشخص في الاختيار، ومع ضرورة التخلق بالصدق و والالتزام والثبات على الموقف، بعيدا عن المتاجرة بالظرف الراهن، وبعيدا عن الهبوط في لغة التخاطب، والتسامي فوق عقلية الثأر والانتقام التي لا تليق بأصحاب النفوس الكريمة والهمم العالية، والتطهر من مشاعر الحسد والحقد والضغينة التي لا تسكن النفوس العالية، وإنني- والله- لا أقصد أحدا إلا من كان ذاك طبعه، وتلك سيرته ومسيرته، أما ألمواقف العارضه فتحدث معنا نحن البشر، ولكننا لا نلبث أن نرميها وراء ظهورنا ونمضي إلى الأمام..