ترتكز صحافة الحلول بالاساس على الموائمة ما بين العمل الاعلامي وما بين إخبار القصص التي توفر عنصري التفاعل والاستجابة تجاه ما تطرحه من مضامين. ولانجاز قصة مؤثرة في صحافة الحلول ينبغي أن تمر في عدة مستويات وفقاً لطبيعة الاستجابة التي نسعى الى تحقيقها، وكيفية توظيف البيانات المتوفرة لدعم هذه الاستجابة. يشير معهد رويترز لدراسة الصحافة في إحدى تقاريره الى أنّ الاخبار تجعلنا نشعر بالتعاسة ، وأنه لا يمكننا فعل شيئ تجاهها " ، الامر الذي يولّد الملل وتجنب متابعتها. لكي تتغلب وسائل الاعلام وخاصة المرئي والمسموع على هذه الحالة، فإنه لزاماً على القائمين عليها التحلي بالشجاعة والاصرار على التركيز في إثارة الحلول الفعّالة عبر إنتاج مضامين إعلامية تسلط الاضواء على القضايا والمشكلات المختلفة مع وضع الحلول المحتملة والمناسبة لها وإشراك الجماهير فيها وخاصة تلك المتعلقة بالجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الخ....
أعلم كمتخصص وباحث أنّ من أهم التحديات التي تواجه إعلام الحلول تتمثل في تحديد الفكرة وتوظيف إستراتيجيات الحل لها وكيفية تقديمه أو سرده وضمان إحداث التفاعل تجاهها والاستجابة لها عبر دقة ومصداقية المصادر وكيفية تحليل بياناتها المجمّعة. القصة في إعلام الحلول ليست إستعراضاً ماراثونياً لآراء ومقترحات الصحفيين وغيرهم ،وإنما هي طرح جاد ومشوّق للاستجابة الفعلية التي تعبر عنها الجماهير بكل موضوعية وشفافية. تكمن أهمية إعلام الحلول في البحث عن فكرة أو قضية تهم قطاع عريض من الجماهير وبدلاً من أن نسأل ما هي المشكلة ونهتم بتغطيتها من وجهة نظرنا فقط ! علينا أن نسأل "كيف تمت الاستجابة لهذه المشكلة"؟ وما هو أثر هذه الاستجابة ؟ إعلام الحلول لا بدّ له من التركيز على الاستجابة وليس عرض المشكل أو القضية فقط، وهذا يتطلب دراية وتسلحاً بقدرات ذاتية تساهم في الحل، الى جانب الاستعانة بالمصادر الموثوقة التي توفر معلومات إضافية وصادقة، مع التركيز على الاشارة لأي أدلّة أو بوادر تساعد بقوة في ذلك ، كالوقت الذي مرّ على بدء تطبيق الاستجابة وما هي التحديات والعقبات وكيف يتم التغلب عليها، وهل تتوفر دراسات وبحوث أو تقارير علمية مساندة حول الموضوع، وأخيراً ماذا تقول الارقام حيال ذلك ؟