يعيش العالم اليوم حالة من الحرب الباردة السيبرانية والتي محور تركيزها واستهدافها المراكز الحيوية الاستراتيجية للدول ،كان في الماضي القريب حينما كان يعيش العالم حروب تقليدية كانت الاهداف الحيوية الاستراتيجية بنك الأهداف ومحط تركيز الدولة المهاجمة والدولة المعتدى عليها على حد سواء .
أما اليوم ونحن نعيش ما يسمى بالحروب السيبرانية المرافقة لثورة المعلومات والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتوسع الهائل في شبكة الإنترنت العالمية تزامن من اتساع الأخطار والتهديدات الإلكترونية/السيبرانية وتطوير تقنيات هجومية ودفاعية عن شبكات المعلومات والحواسيب ومهاجمتها التي تقطن الفضاء الإلكتروني، غالبًا من خلال حملات إلكترونية مطولة أو سلسلة من الحملات ذات الصلة. إنها تتنكر قدرة الخصم على فعل الشيء نفسه، مع استخدام أدوات الحرب التكنولوجية لمهاجمة أنظمة الكمبيوتر الحاسمة للخصم. الإرهاب السيبراني/الإلكتروني، من ناحية أخرى، هو استخدام أدوات شبكات الكمبيوتر لإغلاق البنى التحتية الوطنية الحيوية مثل قطاع الطاقة أو النقل وخطوط النقل البحري والجوي والبري أو القطاع الصحي،أو قطاع الخدمات العمليات الحكومية أو العسكرية أو لإكراه أو تخويف حكومات وانظمة عالمية كبيرة وصغيرة أو سكان مدنيين. وهذا يعني أن النتيجة النهائية لكل من الحرب الإلكترونية والإرهاب السيبراني هي نفسها، لتدمير البنى التحتية الحيوية وأنظمة الكمبيوتر المرتبطة ببعضها البعض داخل حدود الفضاء الإلكتروني وهذا ما حدث مؤخراً من هجمات عالمية متتابعة ومبرمجة بتوقيتات محددة وهامة ترتبط بواقع سياسي وعسكري معين واليوم الهجمات السيبرانية على فرنسا وليست الاولى وليست الأخيرة وكانت السلطات الفرنسية تتوقعها والتي تتزامن مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية حيث تعرضت باريس فجر الجمعة لـ”هجوم ضخم واسع النطاق يهدف إلى شل” شبكتها للقطارات السريعة التي تشهد "بلبلة كبيرة”، قبل ساعات من بدء حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس
ادى إلى تحويل مسارات بعض القطارات إلى الخط التقليدي وإلغاء عدد كبير” منها، وقد يستمر هذا الأمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على أقل تقدير إلى حين يتسنى للسلطات إصلاح الخلل والعطل الإلكتروني التي تسيّر شبكة القطارات رقمياً .
حيث بدأت هذه الهجمات لتدمير متعمد لإلحاق الضرر بالبنى التحتية للنقل العام في فرنسا أدت إلى تعطيل حركة المرور على الخطوط المتضررة بشدة.
وتم تحويل بعضها إلى مسارات مختلفة وإلغاء عدد كبير منها،وتأجيل العديد من الرحلات .
أما عن الأسباب والمبررات والأبعاد والارتدادات لهذه الهجمات فلنتذكر أن فرنسا تعتبر لجهات عالمية جزءاً من محور الشر الغربي ،وقد ترتبط هذه الهجمات ومصدرها وتزايد وتيرتها بما يحدث في الحرب الاوكرانية او طوفان الأقصى من قتل وشلالات الدماء من الأبرياء أو أسباب أخرى مجهولة .
العقيد م.وائل وهبه ابراهيم
رئيس قطاع الأمن السيبراني العربي
عضوٍ ومؤسس الجمعية الأردنية لحماية المعلومات الألكترونيةالتوعوية "الأمن السيبراني "