تشهد الانتخابات النيابية القادمة في الأردن تحولاً نوعيًا يتمثل في تعزيز الدور الحزبي في الحياة السياسية، وهي تجربة جديدة تهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتحقيق التمثيل العادل لكافة شرائح المجتمع. في هذا السياق، يأتي دور الشباب والمرأة كعاملين حاسمين في إنجاح هذه التجربة وضمان تمثيل تطلعات المجتمع بشكل شامل. مع تحول النظام الانتخابي إلى نظام حزبي، يصبح للشباب والمرأة دور أكبر في تحديد مسارات الأحزاب وتوجهاتها. من خلال الانخراط في الأحزاب السياسية، ويمكن لهما التأثير على السياسات والبرامج الانتخابية بما يتماشى مع طموحاتهم واحتياجاتهم. ويعتبرا عنصرًا رئيسيًا في نشر الثقافة الحزبية والتوعية السياسية. يمكنهم استخدام منصات التواصل الاجتماعي والمبادرات الميدانية لتعريف المجتمع بأهمية الأحزاب ودورها في تعزيز الديمقراطية، مما يساهم في رفع نسبة المشاركة السياسية. ومع كامل معرفتهم على أستخدام مواقع التواصل الأجتماعي والتطبيقات إلا أن أمتلاكهم القدرة على دمج التكنولوجيا في العملية الانتخابية والحزبية، من خلال تطوير تطبيقات ومنصات تسهل التواصل بين الأحزاب والناخبين، وتعزز الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية،يعزز دورهم الفعال في إنجاح التجربة الأنتخابية القادمة. وكما أن التجربة الحزبية الجديدة تتيح للمرأة فرصة أكبر للانخراط في العمل السياسي من خلال الأحزاب. يمكن للمرأة أن تشارك في صياغة السياسات والبرامج الحزبية، مما يضمن تمثيل قضاياها واحتياجاتها في الأجندات السياسية. ومع توفير الأحزاب منصة للمرأة لتولي مناصب قيادية والمشاركة في صنع القرار. يمكن للنساء القائدات في الأحزاب أن يقدمن نماذج يُحتذى بها، مما يشجع المزيد من النساء على المشاركة السياسية وتجاوز العوائق التقليدية. يساهم تمثيل المرأة في الأحزاب في تحقيق التوازن الاجتماعي وتعزيز المساواة بين الجنسين. من خلال مشاركة المرأة في الحياة الحزبية، يمكن أن تكون السياسات الحزبية أكثر شمولية وتنوعًا، مما يعكس التنوع في المجتمع الأردني. تمثل الانتخابات النيابية القادمة في الأردن فرصة هامة لتجربة حزبية جديدة تسعى لتعزيز الديمقراطية وتمثيل كافة شرائح المجتمع بشكل عادل. يأتي دور الشباب والمرأة كعناصر حاسمة في إنجاح هذه التجربة، من خلال مشاركتهم الفعّالة وتقديمهم لأفكار جديدة ومبتكرة تسهم في تطوير العملية السياسية وتعزيز الشفافية والنزاهة. تحقيق هذه الأهداف يتطلب تكاتف الجهود من كافة الأطراف المعنية لتذليل التحديات واستثمار الفرص المتاحة، مما يمهد الطريق لمستقبل سياسي مزدهر وشامل في الأردن.