هل الحرب الشاملة وضعت اوزارها في المنطقة ..؟؟ وهل ستكون حرب مفتوحة على مصرعيها وضعت كل الأطراف في مواجهة جديدة واضحة المعالم واضحة العنوان ..؟؟ وهل نحن على عتبة جديدة من المعركة الدائرة على غزة منذ تسعة أشهر ..؟؟ وهل دخلت الدول مباشرة إلى المعركة الكبرى ألتي طال الحديث عنها و طال أنتظارها..؟؟.
جريمة إغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية وجريمة العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت وأستهداف القيادي الشهيد فؤاد شكر كانت عدواناً واضحاً وتصعيداً خطيراً، هل مستوى التصعيد بدأ..؟؟ فهل هو مرتبط بزيارة النتن ياهو لأمريكا وخطابه أمام الكونغرس ..؟؟ تزامنا مع تحركات أمريكية في الخليج والبحر الأبيض المتوسط ..؟؟
هل بدأت تظهر إلى العلن أسماء الدول المشاركة في هذه الحرب الكبرى ..؟؟ هل خلط الأوراق وتخطي الخطوط الحمراء سيحدد سقف المواجهة التالي ..؟؟ أم أن هناك عودة إلى ما قبل فتيل الحرب الكبرى ..؟؟.
تخطت إسرائيل بأغتيالها قادة جبهات المساندة كل الخطوط الحمر، وهذه الخطوط هي الأخطر منذ بداية طوفان الاقصى، رغم أن عمليات الإبادة الجماعية ألتى قامت وتقوم بها إسرائيل ( القاعدة العسكرية الأميركية في المنطقة ) وما تزال في فلسطين المحتلة لا يمكن وصفها بأقل من الأخطر في أي حرب قد تنشب، فهي لم تخلي لا بشر و لا حجر، وكان قد صرح أن زيارته لأمريكا لمناقشة كيف يمكن تحقيق تقدم في الأشهر القادمة على صعيد الأهداف المهمة، والتوصل للإفراج عن كل الرهائن، وهزيمة حماس ومواجهة الأعمال الإرهابية لإيران ووكلائها، وضمان عودة كل مواطني إسرائيل إلى منازلهم في الشمال وفي الجنوب، فكانت الخطوط الحمراء .. !!! وبهذه الخطوط الحمراء أعلنت اسرائيل ومن وراءها أميركا الأم، الحرب المفتوحة أو الحرب الكبرى، وفعلت ما فعلته من جرائم فكيف كانت النتائج :
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال تشييع الشهيد السيد فؤاد شكر أمس بعد إغتياله في الضاحية الجنوبية سقط معه ٧ شهداء من المدنيين بينهم نساء واطفال في عمر الورود طيور من طيور الجنة أن شاءالله منهم أحفاد السيد محمد حسين فضل الله رحمة الله عليه وعليهم ، في عمل إرهابي بغارة على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت قرب مسجد الحسنين ومستشفى بهمن ، فصل بين جبهة الإسناد وبين كيفية الرد على إغتيال القائد فؤاد شكر ، إلا أنه أشار أنها حرب كبرى ومفتوحة وأن الرد حتمي تاركاً للميدان التوقيت والمكان، وهي كلمة الفصل، وقد يكون يقصد بالميدان الحرب الكبرى .. !!! أي أن دول إقليمية هي سوف تقوم بالرد.
أما رد الجمهورية الإسلامية الايرانية على هذه الجرائم فكان واضحاً وصريحاً على عملية إغتيال القائد والشهيد إسماعيل هنية الضيف الرسمي على أرضها، إن إيران سترد وبقوة وهي المعنية الأساس بهذا الرد، لأن هذا الأغتيال كان على أرضها ولضيف من ضيوفها خلال مشاركته في تنصيب الرئيس الإيراني بدعوة رسمية من إيران، فهو إستهداف ليس فقط للأمن القومي الإيراني، وإنما إستهداف لشرف إيران وكرامتها أمام شعوب العالم، ولرد الإعتبار لكافة أجهزتها الأمنية والعسكرية، فتوعدت إيران بالأنتقام له، وهذا الوعد أتى من أعلى سلطة فيها من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي حيث وعد " الكيان الصهيوني " برداً قاسياً، مؤكدا أن الإنتقام لدم الشهيد إسماعيل هنية " من واجبات بلاده لأن الأغتيال وقع على أراضيها" وتسريبات عن الأوامر ألتى أصدرها المرشد الأعلى " بضرب إسرائيل مباشرة، سيكون الهجوم الثاني المباشر، تشنه إيران على إسرائيل بعد هجومها الأول الذي كان في ابريل الماضي رداً على إستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وحرصت حينها على إظهار جانب بسيط من قوتها، فكان " استعراضاً للقوة " وليس إستخداماً للقوة "، ولكن يبدو أن الهجوم المرتقب هو ستخدام للقوة.
الآن هل سيكون الرد الإيراني المتوقع بالمُسيّرات والصواريخ على أهداف عسكرية ..؟، أو على غرار عملية " الوعد الصادق " .. ؟ هل ستستخدم القوة أم سيكون إستعراضياً فقط ..؟، خاصة أن أميركا كانت قد أعلنت إنها ستدافع عن إسرائيل إذا ما هوجمت، وهنا نكون أمام تغيير لقواعد الأشتباك والجهات المقاتلة، حيث أصبح واضحاً بعد ضرب إسرائيل في إيران و جرئتها عليها، فهي تعلن حرباً علنية، وتريد أن تجر إيران إلى حرب واضحة الأطراف، وواضح أن إسرائيل تلقت الأوامر من اميركا خلال الزيارة ألتي قام بها المجرم النتن ياهو إلى أميركا، فكان التصفيق الحار في الكونغرس الأميركي لتشجعيه أكثر على مواصلة الحرب و الابادة الجماعية المستمرة في غزة، واعطت الضوء الأخضر لتنفيذ إغتيالات، لتكون شرارة حرب بين الدول، لأنها فشلت في محاربة حلف المقاومة أو ما تسميه أذرع إيران، فكانت الضربة لإيران لتكون المواجهة مباشرة معها، وهي تعلم تماما أن الرد سيكون مغايراً، وكان جلياً في ردة الفعل الرسمية والشعبية الإيرانية ألتي جاءت أكثر حدة من ردة فعلها السابقة، على إستهداف قنصليتها في دمشق، وتجدر الإشارة أن التحقيق في حادثة سقوط طائرة رئيسها ووزير خارجيتها في حادث جوي لم ينتهي بعد وهناك علامات إستفهام عما إذا كان إغتيالاً أو مجرد حادث عرضي تقني، حتى أن أيدي كوهين الصحفي الإسرائيلي كان قد كتب على منصة إكس " الم تفهموا بعد كيف مات رئيسي .. ؟.
إذن الأمريكي شريك واضح فهو مخادع ويراوغ و يكذب، يتحدث عن ضرورة منع توسع الحرب ثم يقدم الدعم المالي والعسكري والأستخباري ويحث الإسرائيلي لتوسيعها فهو صاحب فيتو وقف إطلاق النار في غزة، رغم كل المظاهرات الإسرائيلية المنددة بالحرب وألتي تطالب بوقفها وأسترداد الأسرى، تجد أن الأميركي يطلق المجال للعدو ليفعل ما يشاء ..؟ بالإعلام يقول إنه لا يريد التصعيد ويريد ضبط النفس، ومن ثم يفصح عن نيته ويحذر ويتوعد ويهدد تحت هذا السياق، ومع التصعيد الإسرائيلي الدور الأوروبي مناط بما تمليه عليه أميركا حيث إنهم الأوروبيين وبعض الدول العربية بموقفهم الذي لم يصل حتى إلى مستوى التنديد، رغم تنديد كثير من الدول بقي ضعيفاً بالمقابل نجد أن محور المقاومة يبدو أنه اكثر ثباتاً وعزيمة و متأكداً من مقولة " ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الأنتصارات " وأن الكلمة للميدان في هذه الحرب، فتجده كاظماً للغيظ كاتماً للقهر، لأن كل خطوة أو كل تكتيك عسكري يدرس بعناية، لأنه يعلم أن العهر العالمي لن يكون في صفه، حتى لو حقه الشرعي في الدفاع عن النفس، و الدليل على ذلك ما صدر في واقعة مجدل شمس، حيث هب العالم كله مستنكراً الحادثة متناسياً جرائم الإبادة الجماعية اليومية بحق أهلنا في غزة، وحاول الصاق التهمة لحزب الله الذي منذ اللحظة الأولى لم يتبنى العملية، وتصريحات الزعيم القومي والعروبي إبن الطائفة الدرزية الكريمة وليد جنبلاط أن هذا العمل الإجرامي هو عمل إسرائيلي جبان، ولكن بوعي سكان مجدل شمس لم يستطع العهر الدولي أن يحقق مراده من هذه الحادثة الأليمة وأفشلوا مخطط العدو الصهيوني، ورغم الأدانات الدولية مما جرى، فلن تغير شيئا طالما أن أميركا هي الجلاد و القاضي، وواضح أنها تريد حرباً واسعة وأشعال المنطقة، لأنها تريد أن تبقى هي القوة الأبرز والمهيمنة في العالم ، خاصة بعد فشلها الذريع في أوكرانيا وفشل النتن ياهو في حربه الإجرامية على غزة، لذلك بدأوا بتنفيذ مخطط الحرب الشاملة وسياسة الأرض المحروقة، للتغطية على جرائمهم وفشلهم، وأعتقد وأن الرد سيكون يوازي تصفية القادة العسكريين، وهذا يستدعي التخلي عن كل المحاذير والخطوط الحمر والسقوف ما سيشكل بدوره تحديات كبيرة وصولاً الى إنفجار الوضع العسكري أو الصدام الكبير، وهو ما يتماشى مع طموح كل قادة المقاومة لحرب إقليمية واسعة النطاق لأستئصال إسرائيل ( الغدة السرطانية ) من المنطقة، ويبقى الحل الأنسب كمراقب ومحلل هو مقاومة هذا الكيان الغاصب والمجرم لأن من حق الشعوب تقرير المصير بحسب القوانين والمعاهدات الدولية، وما يجري سيولد مقاومة كبيرة في وجه، هذا التنكيل والتعذيب وأغتصاب الأرض وبناء المستوطنات وحرب أباده جماعية وتطهير عرقي هو نتيجة واحدة مفادها أن " ما أخذ بالقوة لا يرد الا بالقوة "، والمقاومة حق مشروع نصت عليه شرعة حقوق الإنسان والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني.