في صبيحة الأول من آذار عام 1959 تفضل المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه بافتتاح ( مبنى واستوديوهات الإذاعة في أم الحيران )، وإرسال الإذاعة ( إرسال ناعور) . وهذا ما كان حيث تم في العام 1959 افتتاح هذه الإذاعة الكبرى على يد الملك الراحل الحسين بن طلال إذ قال كلمة في تلك المناسبة وهي:
أفتتح محطة الإرسال الجديدة للإذاعة الأردنية الهاشمية.. وان الأردن اليوم وهو يصغي إلى صوته الحي المنافح عن حياض العروبة والإسلام ويحمل في ثناياه صور المجد وتشع من أعماقه هالات القداسة وأنوار الهداية، إنما يجد نفسه قادرا على إنارة الطريق أمام السائرين، وإضاءة السبل أمام السالكين، وسبيله هو سبيل الرحمن، ودعوته الخيرة: وحدة وتراحم وإخاء''.
وفي الثالث والعشرين من آب/أغسطس 1959 تم افتتاح الاستوديوهات الجديدة لإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية في القدس.
ويقول الأستاذ محمود الشاهد : تلا الخطاب الملكي حفلة منوعات كبرى أقيمت في سينما بسمان في عمان أحياها فريق من المطربين والمطربات الأردنيين والعرب ، واذكر في هذا السياق أغنية فيروز المشهورة والتي رمزت (ولو من غير قصد) إلى التهنئة بهذا الصوت العربي (قل لي حلو مبروك هالفستان) ، وغردت المطربة السورية الكبيرة سعاد محمد ، وبدأ نجم المطربة (سميرة توفيق) في الصعود منذ تلك الليلة. كل ذلك تمّ وبربط شيق وأنيق من الأستاذ صلاح أبو زيد الذي ربط المستمع بالحدث السعيد وبدت فيه الإذاعة الأردنية الهاشمية عملاقة منذ افتتاحها، وانتهى الافتتاح في الساعات الأولى من صبيحة اليوم الأول من آذار عام 1959.
ويصف محمود توفيق الشاهد افتتاح الإذاعة الكبرى في أم الحيران في 1/3/1959 : " اختير موقع أم الحيران في الناحية الجنوبية من مدينة عمان ، وبالقرب من محطة سكة حديد أم الحيران ومتجاوزاً لها بقليل مقراً لإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية ، ويبعد هذا الموقع عن قلب مدينة عمان بحوالي عشرة كيلومترات ، وكان موقعاً نائياً على مقاييس ذلك الزمان في عام 1959 ، وخالياً من البناء إلا من بعض بيوت طينية قليلة متناثرة ، وتجاور قريتي المقابلين وأم قصير ، واستملكت لهذه الغاية قطعة ارض كبيرة لم ندرك حكمتها وقيمتها في الموقع والاتساع إلا بعد أن انزرعت فيها قلاع الإعلام الضخمة من استوديوهات الإذاعة والتلفزيون وشركات الإنتاج إلى جانب غابة وارفة الظلال من أشجار الصنوبر ، ويرجع الفضل فيها إلى الرواد الأوائل مثل السادة مع حفظ الألقاب عبد المنعم الرفاعي ووصفي التل وصلاح أبو زيد الذين اشرفوا على نشوئها وغرس أشجارها شجرة شجرة ولبنة لبنة وكأنهم استشرفوا المستقبل ورأوا فيه كيف أصبحت منطقة أم الحيران وما تلاها من أماكن تعج بالحركة وتضج بالسيارات وتئن من وطأة المحلات التجارية والمناطق الصناعية ودخانها وضبابها.