لأجل حالة سياسية عامة بعد سماع خطاب المراقب العام في أحد الفعاليات الإنتخابية في الزرقاء اكتب هذا المقال لا اعلم كيف سيتقبله الإخوة مني كند أو صديق لكن لا اعتقد من باب العداوة السياسية وهنا يحق لي كمواطن اردني بصفة شعبية وعلى قاعدة الشراكة و التشاركية في الوطن والعمل السياسي وتشابك وامتداد العلاقات والروابط الاجتماعية مع الرفاق والأخوة في جماعة الإخوان المسلمين، يقع واجب النصيحة أو المشورة لهم امتثالا لقوله تعالى " وأمرهم بينهم شورى" وحقهم من باب الديمقراطية واحترام الرأي أن يأخذوا بها أو يجتنبوها أو يتجاهلوها استنادا الى الاختلاف بينا في النهج والأداء السياسي والفكري واللون الحزبي ولكنه وطن قد نختلف فيه ولكن لا نختلف عليه .
على مدار سنوات العمر التي تجاوزت الأربعين وخلال حصيلة التجارب والأحداث التي عشتها وعايشتها في وطني الاردني الغالي لطالما سمعت وتعايشت والأمر ذاته لجميع الاردنيين ، مع خطاب الاخوان المسلمين السياسي الذي لا يمكن إنكار أنه احد اجزاء البناء السياسي الأردني واحد أطيافه واقطابه بل هو الأكثر تأثيرا لما يعتمد فيه على توظيف القدسية للآيات والأحاديث والالفاظ الشرعية الدينية من جهة وتوظيف ملف القضية الفلسطينية من جهة أخرى كأداة في تحقيق الأغلبية السياسية والوصاية الشعبية في طرحه وتسويقه لأهدافه السياسية للوصول إلى السلطة في مواسم الانتخابات في النقابات المهنية أو االمجالس البلدية أو النيابية وغيرها وهم للأمانة يتشاركوا مع غيرهم من القوى السياسية في ذلك فالقضية الفلسطينية كانت ومازالت ملفا يصلح استغلاله في كل مناسبة وحالة سياسية ، وعلى مدار هذه السنوات ومن الثمانينات لم يختفي ذلك الخطاب من فوق تلك المنابر التي تصدر من تلك الحناجر حيث كان علو و حدة الصوت مصدرا لحماسة آلاف المستمعين من أبناء وطننا الاردنيين الطيبين وخاصة لحظة ذكر التحرير والإعداد والجهاد ، ولفرط الحماسة يقع اليقين اننا قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه أو اننا على موعد آخر من منازله ، التي ما أن ينجلي غبار تلك المواسم حتى يتكشف أن الأمر ما كان يعدوا الا للحصول على مقعد أو عشرة أو عشرين وهذا تكتيك ليس محتكرا على الاردن فهناك مشاهدات لكل الدول التي تعد مركزا أو تتبنى ذلك التوجه أو تتقاطع مصالحهم والجماعة .
ولعل المتابع للشأن السياسي لوجد أن العنوان لخطاب الإخوان كان مخالفا لتفاصيل أجندة هيئاتهم ومجالسهم وما يتفرع عنها من لجان تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر بشكل مقصود أو غير مقصود بجهات خارجية ، والأمثلة كثيرة ، ففي الثمانيات انحاز ذلك الخطاب ضد الاتحاد السوفياتي وأعلن الجهاد المقدس لتحرير أفغانستان من الإلحاد والملحدين وأعداء الدين وبفتوى أمريكية ولم يكون نحو فلسطين ، وما تبعه من مواقف في الربيع العربي الاسود الذين كانوا رأس حربة فيه وسوريا شاهدة واستبدلوا شعار التحرير للأراضي الفلسطينية بشعارات زائدة البهارات لأسقاط الأنظمة العربية ولم تستثنى منها الساحة الأردنية ، ليكونوا لاحقا نواة السلطة استخدمت كأداة لاجندة امبريالية نعيش ونتصدى لتفاصيل وقائعها اليوم أضعفت وانهكت الجسد العربي كادت أن تجعله فريسة لقوى الارهاب والتطرف وبدع الاسلام فوبيا ولصفقة القرن المشبوهه التي افشلها الصمود والموقف الاردني الهاشمي بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه والشعب الاردني العظيم ويقظته ، وعليه نستطيع أن نقول إن ممارسة العمل السياسي وخط مسار خطابه ليس بالأمر الصعب ولكن نتائجه وردود فعله والرد عليه ليس بالأمر السهل ، والدبلوماسية الحصيفة الذكية والقرارات السياسة المتوازنة المعتدلة والحاكمية الرشيدة لايمتلك مقوماتها كل من يخوض غمار العمل السياسي ، ولا يعني نجاحك في المجال الدعوي أو الخيري أو النشاط الاجتماعي أو الموروث القدسي لدى العامة بأن يؤهلك ويعطيك الحق بالسلطة التنفيذية والأولوية لإدارة مطلقة ومنفردة لا تثق ولا تقبل الآخر و تدير ملفات دولة كالأردن تملك من أهمية الموقع الجيوسياسي محاطة بأقليم ملتهب يجعله مستهدف من عدة جهات وأجندات ومشاريع ، بل إنه قد لا يرغب الاخوان المسلمين في أغلبية نيابية مطلقة قد تكون مكلفة سياسيا لهم وعليهم ، حيث سيكونوا تحت أنظار الرقابة الشعبية والمحاسبة السياسية التي لن يستطيعوا تحمل فاتورتها ، ومن هنا عليهم اليوم أن يلتقطوا الرسالة جيدا بأن يتبنوا الخطاب الوطني الاردني الذي يركز على الشأن الداخلي ومسارات التحديث السياسية و الاقتصادية والإدارية وتعزيز معاني الهوية الأردنية والوحدة الوطنية والمشاركة في وضع البرامج الحكومية الهادفة الفاعلة الواقعية التي تنعكس على واقع المواطن وتحقق آماله بدلا من اغراقه في أحلامه تحت تأثير المؤثرات والشعارات الدينية التي لن تبني له المزيد من المدارس أو مستشفيات ولن تخلصه من موبقات الفقر والبطالة ولن تحقق انفتاحا على الاستثمارات ودعم رأس المال الوطني وتحفيزه والاجنبي لخلق فرص العمل والتنمية ، ولن ترفع من وعيه السياسي إزاء الملف السياسي الخارجي الذي يتم إدارته بكل جرأة وشجاعة واقتدار حماية للوطن الاردني ودفاعا عن قضيته المركزية القضية الفلسطينية و وصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية ورفض أي تغير على الواقع التاريخي والمكاني.
ختاما اذا أراد الاخوان البقاء على خارطة العمل السياسي وفق معايير مرحلة التحديث السياسية عليهم أن يمارسوها عبر الادوات الحزبية كحزب اردني يتبع في نظامه وبرامجه للدولة الأردنية وانظمتها وتعاليمها وإعلان الولاء لها وقيادتها وشعبها وترابها والابتعاد عن حسابات الانتماءات الإقليمية والتخلي عن ارث مرجعية مكتب الإرشاد والحركة وأجندتها التي انطوت صفحتها وانكشفت ارتباطاتها الإقليمية والعالمية وٱن الاوان أن تجعل بوصلتها اردنية خالصة مخلصة تقوم بدور المعارضة الرشيدة وطرح النقد البناء وان كانت حكما في السلطة عليها أن تكون شريكا في التعددية و سببا للنمو والنماء واحد اسباب الرفاء دأبها دأب الاردنيين الشرفاء ليبقى الاردن ا