إنه لشرف عظيم وامتياز كبير أن أكون مدعوًا لحضور فعاليات "مسابقة المحارب السنوية الدولية الثالثة عشر"، التي تستضيفها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي خلال الفترة من 25 إلى 29 آب 2024. إن هذه الدعوة ليست مجرد تكريم شخصي، بل هي تعبير عن المكانة الرفيعة التي تحظى بها القوات المسلحة الأردنية، ودورها المحوري في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين المحلي والدولي.
تُقام هذه المسابقة الدولية في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة (KASOTC)، والذي يُعد من أرقى المراكز التدريبية في العالم، حيث يجتمع في هذا الحدث 33 فريقًا يمثلون 20 دولة شقيقة وصديقة، بالإضافة إلى 13 دولة أخرى تشارك بصفة مراقب. إن هذا التجمع الدولي على أرض الأردن هو شهادة على الثقة العالمية في قدرة قواتنا المسلحة على تنظيم مثل هذه الفعاليات، وهو تأكيد على احترافية وجاهزية جيشنا في التعامل مع التحديات العسكرية المعاصرة.
تحظى المسابقة بأهمية كبيرة بين دول العالم نظرًا لما تمثله من اختبار حقيقي لقدرات المشاركين في التحمل والصبر والعمل الجماعي. هذه الفعالية تُصمم لتُظهر المهارات القتالية العالية للمشاركين باستخدام أحدث المهمات العسكرية والأسلحة والميادين المتقدمة التي يوفرها المركز. وتركز المسابقة على الجوانب الحيوية في العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن تحسين أداء وحدات الأمن الداخلي.
إن استضافة الأردن لهذه المسابقة تأتي في إطار الخطط والبرامج التدريبية الاستراتيجية التي تنفذها القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية. هذه البرامج تهدف إلى رفع مستوى الكفاءة والجاهزية القتالية لمنتسبي القوات المسلحة، وتعزيز قدراتهم في مواجهة التهديدات المحتملة. إن مثل هذه الفعاليات تُعد ضرورية ليس فقط لتحسين الأداء العسكري، بل لتعزيز الصورة الإيجابية للأردن كدولة قادرة على قيادة الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب وضمان الأمن.
في الختام، أود أن أعرب عن امتناني العميق لهذه الدعوة الكريمة، وأؤكد على اعتزازي بجيشنا العربي المصطفوي الذي يواصل رفع راية الفخر والعزة في المحافل الدولية. إن إقامة هذه المسابقة على أرض الأردن ليس مجرد حدث عسكري، بل هو رسالة واضحة للعالم بأن الأردن يظل دائمًا منارة للقوة، الوحدة، والأمن.