قالت سمو الأميرة منى الحسين إن "الوقت من ذهب وعلينا أن نعمل يدا بيد لإيقاف المعاناة من الخرف".
جاء ذلك في كلمة مسجّلة لسموّها، أمس، خلال حفل افتتاح المؤتمر السابع لجمعية أطباء الأمراض النفسية الأردنية بعنوان "مستقبل الطب النفسي والصحة العقلية في المنطقة"، وحضره مندوبا عنها العين الدكتور يوسف القسوس.
وأضافت سموها: "نعمل معا تحت عنوان المواقف تجاه الخرف، سنسعى لمواجهة وتغيير المعتقدات السلبية التي تؤثر بشكل مباشر على من يعانون من الخرف، وسنسلّط الضوء على الجهود الكبيرة التي تقوم بها عدة جهات حول العالم لمعالجة هذه القضية".
وتابعت أن الوصمة والتمييز يشكلان تحديا كبيرا لمن يعانون من الخرف، الأمر الذي غالبا ما يؤدي إلى عزلهم عن المجتمع.
ولفتت إلى أن هناك حاجزا يمنع الأشخاص المعنيين من الحصول على المعلومات والنصائح والدعم، وحتى التشخيص في الوقت المناسب.
وأكدت سموّها: "نشهد تحركا فاعلا لتغيير هذه السردية"، مبينة أنه في شهر الزهايمر العالمي لهذا العام، تتخذ المجتمعات والمنظمات والحكومات خطوات جادة لتعزيز فهم وإدراك الخرف.
وقالت: "كجزء من جهودنا المشتركة للتضامن، ستتم إضاءة المباني والنصب التذكارية، كما سيشارك آلاف الأشخاص في مسيرات توعوية وأنشطة بهدف الحد من الوصمة المرتبطة بالخرف".
وزادت سموّها: "سنعمل خلال هذا الشهر على نشر رسالتنا بصورة أوسع عبر استخدام الوسوم التالية على وسائل التواصل الاجتماعي: #TimeToActAlzheimer و#TimeToActOnDemetia".
وأشارت إلى أن "هذه الوسوم ترمز إلى التزامنا الموحّد بتغيير المواقف تجاه الخرف، وضمان أن يتم التعامل مع الجميع بغض النظر عن حالتهم باحترام وكرامة كما يستحقون".
وقالت إن "هذه الوسوم تذكرنا بضرورة التصرف فورا دون انتظار".
وأكدت أن "علينا أن نستهل هذا الشهر بأنشطة توعوية ولنعمل معا لننشر التثقيف والتوعية ولنحدث تغييرا ملموسا في مواقفنا وأفعالنا".
من جانبه، قال رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنية رئيس المؤتمر، الدكتور علاء الفروخ، إن مؤتمر جمعية الأطباء النفسيين الأردنية الدولي السابع يأتي هذا العام بعنوان "مستقبل الصحة النفسية في المنطقة".
ولفت الفروخ إلى أن المؤتمر يشهد مشاركة من نخبة من الأساتذة والمستشارين والخبراء من عدة دول عربية وأجنبية ومن مختلفة التخصصات العاملة في مجال الصحة النفسية.
وأضاف: "نتطلع من خلال هذا المؤتمر إلى تبادل الخبرات واستعراض أحدث المستجدات العلمية في مختلف الاضطرابات النفسية وطرق علاجها".
وأكد أهمية تسليط الضوء على أهم التحديات التي تواجه تطور الصحة النفسية، وأهمية زيادة الوعي بأهميتها في المجتمع والتقليل من ثقافة العيب.
ولفت في حديثه إلى أن الأمراض النفسية ليس لها سبب معيّن، وإنما أسباب متداخلة بحيث قد يكون لدى الشخص استعداد جيني أو عوامل بيولوجية هرمونية.
وأشار إلى أن هناك عوامل متعلّقة بالمحيط وبمنشأ الشخص الذي ترافقه ضغوط نفسية واجتماعية على مدار سنوات.
وشدد الفروخ على أن الأمراض النفسية مختلفة، وبالتالي فإن العلاج أيضا مختلف، إلا أنه وإجمالاً، فإن الأمراض النفسية بحسب العلاجات في الأردن، إما علاج دوائي أو نفسي وسلوكي الذي يكون عبر الكلام.
وأوضح أن جميع الأمراض النفسية المنتشرة في الأردن نجدها بطبيعة الحال في باقي دول العالم، إلا أنه أكد أن أسباب هذه الأمراض قد تكون مختلفة، خصوصا في ظل الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية التي تتأتى من القلق والاكتئاب لدى البعض.
من جانبه، قال نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي إن المؤتمر يناقش مستقبل علاجات الأمراض النفسية في المنطقة، خصوصا في موضوع الإدمان على الأدوية المخدرة.
ولفت الزعبي إلى أن علاج المدمنين يجب أن يتم من قبل أطباء الأمراض النفسية.
وتحدّث عن أن هناك ضوابط تم إعدادها لضبط صرف الأدوية الآمنة والمخدرة "ولكن ما يزال هناك عدد كبير من المرضى يعانون من الإدمان على بعض مثل هذه الأدوية".
وشدد على ضرورة مناقشة تأثير الحروب على النفسية، خصوصا من تجربة ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفي ظل وجود أطفال باتوا بلا آباء وأمهات وعائلات، وما يمكن أن يؤثر على شخصياتهم ونفسياتهم لاحقا.
ودعا الزعبي إلى ضرورة تجاوز ثقافة العيب لدى الأشخاص الذين يعانون من ضغوطات نفسية، مطالبا إياهم بالتوجّه نحو الأطباء النفسيين لتلقي العلاج إما عبر الأدوية أو عبر جلسات علاجية.
وأكد أن ثقافة العيب، تُسهم في تطوّر الحالة لدى البعض ما يُفاقم المشكلة.