مر عام تقريبا منذ بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة وبات هناك ضرورة لبذل المزيد من الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعزيز المساعدات الإنسانية ووضع حد لتفاقم معاناة النازحين والمشردين ويجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الغاية .
تعمد استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الطائرات الحربية والمسيرة في إعدام المواطنين، وآخرها إعدام 5 شبان في طوباس هو جريمة حرب وحشية بإصرار وترصد، وترجمة واضحة لإعلان الضفة الغربية منطقة قتال، وأن استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، والعدوان في الضفة الغربية، وشرعنة نحو 40 بؤرة استعمارية هدفها السيطرة على الأراضي الفلسطينية والاستيلاء على المزيد من الأراضي وأن الخريطة التي عرضها نتنياهو والتي لا وجود للضفة الغربية فيها، دليل واضح على ما تخطط له حكومته اليمينية المتطرفة .
دماء أبناء الشعب الفلسطيني وقصف المدارس وملاجئ النازحين واستمرار المجازر، هي شرط أساسي لاستمرار تحالف أحزاب اليمين الفاشية وإطالة عمر الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة، وإن حكومة نتنياهو المتطرفة تجاوزت جميع الخطوط الحمراء وارتكبت جميع أشكال جرائم الحرب من قتل وإبادة وتجويع وحصار وإعدام المعتقلين والأطباء وفرق الإغاثة الإنسانية، متحدية كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، معتمدة على الصمت الدولي المشين الذي يعزز من عنجهيتها ويشجعها على الاستمرار في ممارساتها الإجرامية .
التطورات الأخيرة في غزة والضفة الغربية تؤكد مجددا ان حكومة الاحتلال والسفاح نتنياهو مستمرين في مخططهم الإرهابي وسرقتهم للأرض الفلسطينية وتزوير التاريخ وهذا يضع الموقف الدولي أمام حقائق جديدة ولا بد من الأمم المتحدة تأكيدها على القيمة المتساوية لكل حياة بشرية وان احترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي ليس أمرا اختياريا، والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية .
إن كل الخطوات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن تجعل منها شريكة للاحتلال، وتنزع الثقة والمصداقية، وتظهرها في حالة من التماهي مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة تجميل صورته من خلال تغيير الوقائع وتزييفها، بما يخدم تحقيق ذلك الهدف، وأن رواية الاحتلال وتضليله للرأي العام باتا واضحين للجميع، وأن ما يقوم به الاحتلال في شمال الضفة الغربية وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة هو عبارة عن استهداف للمدنيين وتدمير للبنى التحتية وجعلها مناطق غير قابلة للحياة بهدف تنفيذ خطة التهجير القسري .
ورغم تبني مجلس الأمن قرارين في آذار /مارس، وحزيران/ يونيو الماضيين، يدعوان إلى وقف الحرب بغزة، تواصل إسرائيل هذه الحرب منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما خلف أكثر من 135 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة .
وبموازاة حربها على غزة، وسعت قوات الاحتلال عدوانها وصعد المستعمرون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس، ما أسفر عن استشهاد 700 مواطن وإصابة نحو 6 آلاف آخرين .
استمرار نتنياهو وحكومته بتقديم الاحتلال كضحية ومن حقهم الدفاع عن النفس وإنكارهم حقوق الشعب الفلسطيني ويمنحون أنفسهم استمرارهم قتل الأطفال والنساء وتهجير المواطنين من منازلهم، واستمرار حرب الإبادة والعدوان وفي ظل ذلك على المجتمع الدولي الكف عن سياسة الكيل بمكيالين تجاه قضايا حقوق الإنسان، وما نشهده هو عمل همجي تستخدم فيه كل الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين العزل .