لا يستطيعُ أحدٌ أن يقلّلَ من قوّةِ ونوعيّة فكرة الهجوم الإجرامي والإرهابي الذي نفّذتُهُ إستخبارات كيان الإحتلال على لبنان، خلالَ اليومين الماضيين، بمساعدةٍ وتعاون واضحين، من قبل أطراف إقليميّة ودوليّة، ساهمت مساهمةً رئيسيّةً في هذا الهجوم الإرهابي ..!!..
إنَّ مثلَ هذه العمليات المعقّدة، والمكلفة جدّاً، لا تكون من أجل الأهداف ألتى رافقت هذا الهجوم، وإنّما تكونُ قد أعدّتْ من أجل أهداف أخرى، أكثرَ عمقاً وأكثرَ بعداً أيضاً، وتكونُ جزءاً من عمل مركّب وكبير..!!..
أعتقد أنَّ إستخبارات كيان الإحتلال الإسرائيلي أشتغلتْ طويلاً على هذا الملف، وحضّرتُهُ تحضيراً جيّداً باءعتباره ملفاً رئيسياً، وخطوةً أولى في سياق عدوان شامل على لبنان، واجتياح له، للقضاءِ على " حزب اللّه "، وما كان يمكنُ لهذا العدوان أن يحصلَ على " الحزب " وجسمِ المقاومة، دونَ هذا الهجوم الهامّ جدّاً، والذي يستهدفُ البنيةَ التحتيّةَ الأمنيّةَ والعسكريّةَ لجسم المقاومة..!!..
ذلك فإنّني أعتقد بأنَّ هناكَ خطّةً دقيقةً ومحكمةً، كانت قد أعدّت من قبل الكيان ومؤسّساته الأمنيّة، تمهيداً لهذا العدوان والأجتياح الذي كانت تتوعّدُ به قيادات الكيان، وكانت هذه الضربةُ كفيلةً في حساباتِ الكيان، أنْ تُحدثَ النفقَ المعنويَّ والماديَّ اللازم والمطلوب في جسم المقاومة، كي تتمكّن قوّات الإحتلال في عدوان خاطف لها، من القضاء على ما راكمهُ " حزبُ اللّه " من قوّة وإمكانيات هائلة في الجنوب ..!!..
وهنا السؤال الكبير والهام الأول وهو :
لماذا ذهب الكيانُ لتنفيذ هذا الهجوم من دون أن يتبَعهُ بالعدوان والأجتياح الذي هدّدَ به سابقاً..؟!!..
أعتقد أنَّ هناكَ شيئاً فعلتهُ المقاومةُ، وتحديداً خلال الأيّام القليلة الماضية، لجهة أكتشاف ما أعدّهُ الكيان على مستوى ملف تفجيرات وسائل الإتصالات، فسارعَ الكيان للهروب نحو الأمام والتخلّص ممّا أعدّه على هذا المستوى، كونَهُ لم يعد قادراً على أن يفعلَ شيئاً آخر غير ذلك، بمعزل عن تنفيذه لعدوانه على المقاومة والذي ربطهُ بهذ الضربة الأمنيّة الخطيرة جداً..!!.. وهنا يجيءُ موقعُ السؤال الأهم التالي وهو :