في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني خطاباً شاملاً ركّز فيه على مجموعة من القضايا العالمية والإقليمية الهامة. وفي كلمته، أظهر جلالته حكمة ورؤية شاملة حول التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن، حيث شدد على أهمية التعاون الدولي في مواجهة الأزمات.
أبرز المواضيع التي تناولها جلالة الملك:
1. القضية الفلسطينية:
كانت القضية الفلسطينية في طليعة خطاب جلالة الملك، حيث أكد على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية يستند إلى حل الدولتين. دعا جلالة الملك المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. شدد جلالته على أن السلام في المنطقة لن يتحقق دون إنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
2. التغير المناخي:
تطرق جلالة الملك إلى قضية التغير المناخي وأثرها الكبير على الأردن والدول الأخرى. دعا إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المناخية، مؤكداً على أن الأردن، رغم موارده المحدودة، ملتزم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة.
3. الأمن الغذائي والمائي:
شدد جلالة الملك على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي والمائي، وخاصة في الدول التي تعاني من نقص الموارد الطبيعية. أشار إلى أن الأردن من أكثر الدول التي تعاني من ندرة المياه، ووجه دعوة للمجتمع الدولي لدعم الجهود الأردنية في هذا المجال.
4. اللاجئون والأزمات الإنسانية:
تناول جلالة الملك التحديات الكبيرة التي يواجهها الأردن بسبب استضافة اللاجئين، مشيراً إلى الأعباء الكبيرة التي تتحملها المملكة في ظل الأزمات الإقليمية. دعا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم للدول المستضيفة للاجئين، وضمان حصولهم على الخدمات الأساسية.
5. الإرهاب والتطرف:
أعاد جلالة الملك التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد الإرهاب والتطرف. وأشار إلى أهمية التعاون الدولي في محاربة هذه الآفة التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين، مؤكداً على ضرورة محاربة الفكر المتطرف من جذوره من خلال تعزيز التعليم والتفاهم الثقافي.
في ختام كلمته، وجه جلالة الملك عبدالله الثاني دعوة للعالم للتعاون والعمل المشترك من أجل مواجهة التحديات العالمية، مؤكداً أن الأردن سيظل شريكاً دولياً ملتزماً في دعم السلم والأمن الدوليين.
تعد كلمة جلالة الملك في الأمم المتحدة تجسيداً لرؤية الأردن الإقليمية والدولية، ورسالة واضحة حول القضايا التي تتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي.