لم يكن بناء دولة الأردن مجرد مصادفة تاريخية أو تطور عفوي في مسار الأحداث، بل كان ثمرة جهد هاشميٍ مستمر، وقيادة حكيمة استطاعت أن تبني أركان دولة يتفاخر بها الأردنيون في كل المحافل... الهاشميون، الذين استلموا دفة القيادة في خضم منطقة مشتعلة بالحروب والصراعات، نجحوا في إرساء سفينتهم على شط الأمان، متحدين كل التحديات التي حاولت أن تقف في طريقهم.
عندما تنظر إلى الأردن اليوم، تجد دولة مستقرة وسط محيط يعج بالتوترات، دولة استطاعت أن تحتفظ بسيادتها واستقلالها وسط أمواج من التغيرات الجيوسياسية والانقلابات العسكرية في المنطقة...وهذا ليس بالأمر السهل في إقليم شهد على مدى عقود صراعات مستمرة، من حروب أهلية إلى نزاعات حدودية، فضلاً عن التدخلات الأجنبية... ومع ذلك، كان الأردن دائماً واحة أمان، بفضل الرؤية الثاقبة للهاشميين الذين جعلوا من التوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي ركائز أساسية لبناء هذا الوطن.
منذ بدايات الدولة الأردنية، وقف الهاشميون موقفاً جاداً في تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ الهوية الأردنية. ولم يكن ذلك مجرد شعارات تُرفع، بل أفعال تنفذ على الأرض... لقد استطاع الهاشميون، عبر عقود من الزمن، بناء مؤسسات دولة قوية وفاعلة، تعزز الاستقرار والتنمية، وتحمي كرامة المواطنين وتضمن حقوقهم. وهنا تتجلى قوة القيادة الهاشمية في قدرتها على الجمع بين التراث والقيم الأصيلة من جهة، والانفتاح على العالم والاستفادة من تجاربه في التطور والتنمية من جهة أخرى.
إن الأردنيين اليوم ينظرون بفخر واعتزاز إلى وطنهم الذي بات نموذجاً يُحتذى به في المنطقة. فهم يدركون أن ما تحقق لم يكن ليحدث لولا حكمة وتضحيات الهاشميين، الذين قدموا مصالح الوطن والشعب فوق كل اعتبار... ففي الوقت الذي كانت فيه العديد من الدول تتعثر في بناء مؤسساتها، كانت القيادة الأردنية تعمل بجد على بناء دولة عصرية قوية، تحقق التوازن بين الأصالة والحداثة، وتضمن للأردنيين مستقبلاً مشرقاً.
إن ما يميز الأردن حقاً هو هذا المزيج الفريد بين الثبات على المبادئ والانفتاح على العالم... واستطاعت القيادة الهاشمية أن تقدم نموذجاً للاستقرار في منطقة لا تعرف الاستقرار، من خلال العمل على إرساء علاقات دولية متوازنة تحافظ على مصالح الأردن وتعزز مكانته... ورغم كل الضغوط الخارجية والصراعات الإقليمية، بقي الأردن صامداً، بفضل رؤية هاشمية تنبض بالحكمة والحنكة السياسية.
وفي الوقت الذي اهتزت فيه أنظمة دول عديدة حولنا، ظلت القيادة الهاشمية صمام الأمان للأردن، قيادة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وتسعى دائماً لتعزيز مكانة الأردن على الساحة الدولية... فالأردنيون يدينون بالكثير لهذه القيادة التي لم تتوانَ عن تقديم الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن واستقراره.
خلاصة القول إن العلاقة بين الأردنيين والهاشميين هي علاقة مميزة قائمة على الحب والولاء والاعتزاز... لقد أثبت الهاشميون على مر العقود أن الأردن ليس مجرد دولة في منطقة مليئة بالصراعات، بل هو نموذج للوحدة والاستقرار والازدهار، نموذج يُبنى على أسس راسخة من القيادة الحكيمة والرؤية المستقبلية... واليوم، يمكن لكل أردني أن يرفع رأسه عالياً ويفخر بدولته، التي بُنيت بجهود الهاشميين وتكاتف ابناءه وحبهم للأردن...وللحديث بقية