حالة من الضياع والعمى السياسي والاستراتيجي ، تركت الجميع بوعي او بدون وعي اسرى تناقضات لا منطقية ، تتماشى مع ما يحيط بنا من تجاذبات اقليمية وعالمية لا يد لنا فيها ولا اثر ، اللهم الا ما ينتظرنا من احتقار اجيالنا القادمة في المستقبل البعيد ولعناتهم تنصب علينا .
نعم ما نراه من نخبنا في لعنهم للشيعة فاصبحنا موازيين للطرف الآخر في سلبيته المعتمدة على ذاكرته التي تزيد على ألف وأربعمائة عام ، لننساق الى اتهام مشروع أهداف المقاومة بالتوافق مع أهداف المشروع الصهيوني ، فيتفاخر البعض بآلة الحرب الصهيؤنية عندما قتل امين حزب الله وكانه انجاز نحن حققناه ولكن الأهم يريدون ان دخلوا في عقولنا .انهم حلفاء حلفاء واهدافهم واحدة مع كل ذلك القتل بينهم .
والحقيقة أن المشاريع الكبرى للدول قد تتقاطع في وقت ما لتتوافق المصالح في يوم ، وتتنافر في يوم آخر . وهذا هو ديدن المشروع الإيراني ونضيره الاسرائيلي ، ولغياب المشروع العربي وللضبابية المفرطة التي تغطي عيوننا أصبحنا في حالة مزرية بائسة تثير الشفقة حتى من الأعداء بدلا من الاستفادة من قتال (الاعداء كما يزعمون تارة اخرى) بعضهم البعض ، وما يحصل من إنهاك لهما. خاصة وانكم تدعون ان لا حيلة لكم في القتال فعلى الأقل الاستفادة من معارك الأعداء حسب ما تدعون .
أخيرا إذا لم تستطع قيادتنا وقيادات نخبنا التغيير بما يتوافق مع واقع الحال فسنبقى في تيهنا وضياع بوصلة عملنا ومستقبل امتنا حيث لا ينفع الندم.