انتهت الانتخابات النيابية ونجح من نجح وأخفق من أخفق وتشكل المجلس وهدأت النفوس عند المرشحين أولاً... وهدأت النفوس لكثير من المؤازرين ممن كانت أمالهم عالية ولكن النتائج كانت عكس توقعاتهم كما هدأت نفوس كثير من المؤازرين ممن شعروا للأسف آنياً برياح النصر في معركة الانتخابات كما يسمونها. وانشغل الآن نواب الوطن بالحمل الثقيل والتحديات الكبيرة التي تواجه الوطن والأمال التي عقدها سيد البلاد على هذا المجلس الذي تلون بوشاح الحزبية بين أعضاءه، كما زاد الحمل أكثر عليهم بالمطالب الكثيرة والكبيرة التي بدأ الناخبين بالضغط عليهم لتلبيتها باعتبار كل واحد منهم هو سبب نجاح نائبه، وهو يعرف جيداً أن النائب لا يملك عصاً سحرية للتوظيف والنقل والتجنيد وإقامة أو ترقية المؤسسات الخدمية فاقتصاد الوطن لايكفي لتلبية 10% من مطالب نواب الوطن وموارده محدوده وديونه تفوق قدراته وبرامجه الاصلاحية.
ومن هنا نقول كان الله بعون نواب الوطن أولاً الذين سيكون هذا المنصب على حساب صحتهم ونفسيتهم وأهليهم وفكرهم خاصة في هذه المرحلة من المراحل التي يمر بها الوطن من ضروف داخلية سياسية واقتصادية صعبة وضروف خارجية بمحيطه الاقليمي الملتهب.. ومن جانب ثان الصدمة التي سيعيشها من شارك بالانتخابات تحديداً فلا بد أن الكثير منهم قد خسر الكثير من أبناء عمومته لمواقفه الانتخابية وصدمته الثانية أنه لم يجد إجابة الآن لمواقفه الانتخابية المتطرفه حيث أن معظم من لم يوفق من مرشحيهم التزم بيته لشعوره بالخذلان من ناخبيه.. ومن نجح من المرشحين واصبح نائباً وان كان الآن نشيطاً بالزيارات فإنه قريباً لن يستطيع أن يتفرغ أو أن يصنع شيء يوفي به وعوده لناخبيه.
وهذا كله يقودني الى عنوان مقالتي: العشائرية والانتخابات النيابية، فقد تكون هذه الانتخابات نبذت القبلية بشكل عام من خلال التوجه للتصويت للقوائم الوطنية او الحزبية من خلال فتح المجال أمام (البعض) للتصويت انطلاقاً من قناعاتهم الفكرية لأي قائمة حزبية تتلاقى وتتفق معها القناعات مع الأفكار والأهداف، ولكن للأسف فقد كرست هذه الانتخابات العشائرية الضيقة أو العائلية داخل العشيرة الواحدة وهذا ما لاحظناه وشهدناه في القوائم المحلية.
وهكذا فقد أفرزت هذه الانتخابات إرثاً ودَيناً سيكون حاضراً في الانتخابات البلدية واللامركزية القادم حيث ستكون قاتلة تماماً لكثير من علاقات التواد والاحترام بين ابناء العشيرة الواحدة، التي بدأتها الانتخابات النيابية وستكملها الانتخابات البلدية القادمة.
وهنا لا بد من طرح السؤال: متى سيكون صوتنا حراً لنفرز من يستحق أن يمثلنا ولديه القدرة والكفاءه لخدمة وطنه ومنطقته بكل حيادية؟؟