تميز خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام بجرأته وصراحته، مما جعله مختلفًا عن كل ما سبقه من خطابات. فشخص جلالته الوضع الراهن بدقة، ووضع الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها بشكل مباشر، مظهرًا ضعفها وتقصيرها في أداء دورها الأساسي.
من أبرز الرسائل التي حملها الخطاب كانت رفض الهجرة والوطن البديل، وهو ما يعد جرس إنذار لكل العالم. جلالة الملك وضع الأمم المتحدة ومؤسساتها في مواجهة الحقيقة، حيث رمى "القنبلة" في حضنهم، كاشفًا انحياز بعض أعضائها وضعف قدرتها على التعامل مع الأزمات العالمية. وأصبحت الرسالة واضحة: لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع القائم، وأن على المجتمع الدولي أن يتحرك.
جلالة الملك عبد الله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة:
الوضع الراهن غير مجدٍ: أكد جلالته أن الواقع الحالي لا يمكن أن يستمر، وأن المجتمع الدولي اكتفى بقبول الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين كأمر واقع.
رسالة لإسرائيل: خاطب الملك الشعب الإسرائيلي وقادته بوضوح، مطالبًا إياهم بالاختيار بين العيش وفقًا للقيم الديمقراطية أو مواجهة المزيد من العزلة والرفض الدولي.
الرفض المستمر للسلام: انتقد جلالته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لاختيارها المواجهة بدلاً من السلام، مشيرًا إلى أن هذا النهج يتغذى على الحصانة وغياب أي رادع.
الحكم التاريخي: اختتم الملك خطابه برسالة مؤثرة، بأن العالم يراقب وسيسجل التاريخ مواقف القادة اليوم، ولن يحاسبنا المستقبل فحسب، بل شعوب هذا الزمن أيضًا.
باختصار، كان خطاب الملك عبد الله الثاني بمثابة إعلان واضح بأن الصبر قد نفد، وأن على العالم التحرك الآن، وإلا فسيكون التاريخ شاهدًا على فشل الإنسانية في تحقيق العدالة والسلام.