في التاريخ عبر الصراع العربي الاسرائيلي دائمآ دولة الكيان المغتصب برعت في تحويل ازماتها الى فرص لتتيح إلى انجاز مشروعها الصهيوني في التوسع ففي عام 1948 ، استغلت الأزمة الناجمة عن دخول الجيوش العربية ارض فلسطين لمساندة الشعب الفلسطيني وحولتها الى فرصة مكنتها من التوسع والسيطرة على 78% من مساحة فلسطين التاريخية بعدما كان نصيبها في مشروع التقسيم لايتجاوز 56%.
ولو كانت اسرائيل ترغب في السلام الحقيقي لاستغلت محادثات الهدنة عام 1949 للتوصل الى تسوية دائمة على أساس قرار التقسيم الذي صدر عن الامم المتحدة.
ويستمر المشروع الصهيوني التوسيعي واستغلال ازمة اغلاق مضيق تيران عام 1967وتحويل تلك الازمة الى احتلال ماتبقى من فلسطين التاريخية إضافة الى الجولان السورية وسيناء المصرية.
ولو ارادت إسرائيل السلام مرة اخرى لقامة بمقايضة الاراضي التي احتلتها عام 1967 والعيش بسلام مع دول الحوار لكنها رفضت السلام .
في تلك المرحلة تسعى اسرائيل جاهدة إلى استغلال عملية طوفان الاقصى (7 اكتوبر) الى فرصة من اجل احتلال غزة وابعاد سكانها قسرآ الى سيناء ثم التفرغ بعد ذلك الى سكان الضفة الغربية وتهجيرهم قسرآ الى الاردن حتى يتم تصفية القضية الفلسطينية كاملة.
وتعود مرة اخرى اسرائيل لاستغلال مناوءات حزب الله والمشروع الايراني في المنطقة وتقوم بمهاجمة لبنان والدخول الى جنوبها بحجة الدفاع عن نفسها وتعود الكرة لبداية توسع جديد في لبنان وربما يشمل الاراضي السورية المتآخمة للبنان وماتبقى من الجولان السوري وخصوصآ بعد هجوم ايران الاخير بالصواريخ على تل ابيب .
لاشك ان الدعم الغربي والولايات المتحدة لهذا الكيان الغاصب وتبني وجهة نظر اسرائيل ان حركات المقاومة في غزة لاتختلف عن "داعش" وترويج الروايات الاسرائلية الكاذبة والتأثير على الرأي العام في اوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية إضافة الى دعمها اللامحدود للكيان الغاصب من الاسلحة والمعلومات الاستخبارية هذا يدفع دولة الاحتلال الى مزيد من التطرف والتمسك في مشروعها التوسعي.
يبقى السؤال الغائب الحاضر اين العرب من هذا المشروع وهل ننتظر تباعآ وصول الكيان الى العمق العربي والتوسع على حسابه....