معلمي.. معلمتي في هذا اليوم.. أحني حروفي إجلالًا وإكبارًا لقاماتكم الرفيعة ... وأقبل أيديكم الطاهرة المعبقة بالمسك والطباشير.. وأناملكم المخضبة بالحبر والمجد.. فأنتم من نذرتم حواسكم وعقولكم وعواطفكم وأجسادكم .. فداء للعلم ..وفداء للجيل ولبناتٍ لسور هذا الوطن.
وددت لو حفرت أسماءكم على مدخل كل شارع.. وعلى جذع كل شجرة.. وعلى ساريةَ كل جسر وعلى بوابة كل مصنع وعلى مخزن كل بندقية .
معلمي ..معلمتي .. ليس للمعلم يوم .. ففي كل يوم أنتم تجددون العهد وتنبتون زرعًا جديدًا وتعلنون عيدًا جديدًا يسمو مع رايات الوطن ... فلا يوم يوفي العهد لكم ولا دهر .. يا من غيرتم مجرى التاريخ.. ومحاور الأمم وطموحاتها.. فوراء كل نجاح معلم.. وأمام كل انجاز معلم.. وفوق كل طموح معلم ..وتحت كل شجرة من أشجار الوطن السامقة معلم ..هو جذرها وثمرها .
المعلم هو الوطن المعطاء رغم تعبه ..القابض على جمر الصعوبات.. هو الباني الواثق.. والراعي المؤتمن ..وحامل العلم والمسك.. وهو الجبهة الأولى في وجه كل عدو وطامع وهو مقبض السيف وغمده.
كل وصف في المعلم هو قليل.. تعجز الحروف أمام عظيم عطاءه ..