في كل عام، نتوقف في يوم المعلم لنوجه التحية والتقدير لتلك الشمعة التي تحترق لتضيء دروب الأجيال، وتغرس في النفوس القيم والمعرفة، وتمهد الطريق نحو مستقبل مشرق. إن المعلم هو الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، وصاحب الرسالة السامية الذي لا يقاس دوره بمهنة أو وظيفة، بل هو فن وتضحية، وعطاء يتجاوز حدود الزمن.
المعلم ليس مجرد ناقل للمعلومات، بل هو موجه ومربي، وهو الذي يضع لبنات الشخصية الإنسانية، ويبني الأسس التي تقوم عليها الأجيال القادمة. من قاعات الدراسة، تخرج العلماء، والأطباء، والمهندسون، وصناع القرار، وحتى المبدعون والفنانون، جميعهم مروا عبر بوابة التعليم، وجميعهم تأثروا بلمسة معلم أو معلمة آمنوا بقدرتهم، وشجعوهم، ووجهوهم ليصبحوا ما هم عليه اليوم.
إن الحديث عن المعلم لا يمكن أن يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط؛ فهو القدوة التي يحتذي بها الطلاب في حياتهم الاجتماعية والأخلاقية، وهو منبع القيم النبيلة والتفاني في العمل. في زمنٍ يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتتغير فيه المفاهيم، تبقى قيمة المعلم ثابتة، ودوره يتعاظم في مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة والتغيرات المتسارعة في العالم.
ولذلك، يأتي هذا اليوم لنحتفل بالمعلم ونقول له: شكرًا لأنك تُعطي دون انتظار، لأنك تزرع دون أن تطمح إلى الحصاد، ولأنك تؤمن بأن التعليم هو مفتاح التقدم، وأن رسالتك تتجاوز حدود الكتاب والقلم لتصل إلى أعماق القلوب والعقول. إن كلمات الشكر مهما كانت لن توفي المعلم حقه، لكن يكفيه أن يرى ثمرة تعبه وعمله تجسد في نجاح طلابه وتفوقهم.
ختامًا، نوجه التحية لكل معلم في يومه، ونقول: يا صانع الأجيال، يا من تبني الأمم وترتقي بالعقول، دمت لنا نورًا وضياءً، ومثالاً للعطاء الذي لا ينضب، كل عام وأنت بخير، وكل يوم وأنت رمز للفخر والاحترام.