لطالما ارتبط السرطان بمصطلحات مثل "الخبيث" و"الملعون"، وقد كان يُعتقد سابقاً أنه يصيب كبار السن بشكل رئيسي. لكن مع التغيرات البيئية والعادات غير الصحية، أصبحت الفئة الشابة أكثر عرضة لهذا المرض. وفي دراسة حديثة صادرة عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) بالتعاون مع جمعية السرطان الأمريكية، والتي نُشرت في مجلة CA: A Cancer Journal for Clinicians في أبريل 2024، تم تسليط الضوء على عبء السرطان العالمي لعام 2024.
أهم أنواع السرطان العالمية
ركزت الدراسة على أنواع السرطان الأكثر انتشاراً وخطورة، وهي سرطان الرئة، سرطان الثدي، سرطان القولون والمستقيم، سرطان البروستاتا، وسرطان المعدة، مع تقديم إحصاءات مفصلة لعام 2022، حيث تناولت أسباب الوفاة والفجوات الصحية وسبل الوقاية.
سرطان الرئة
سرطان الرئة يُعتبر الأخطر والأكثر شيوعاً عالمياً. في عام 2022، تم تسجيل حوالي 2.5 مليون حالة جديدة، بنسبة 12.4% من إجمالي حالات السرطان. وكان التدخين العامل الرئيسي المسبب له، حيث أن السجائر ومنتجات التبغ مسؤولة عن أكثر من 80% من هذه الحالات. وأشارت الدراسة إلى أن مناطق مثل آسيا لا تزال تشهد ارتفاعاً في معدلات الإصابة نتيجة استمرار تعاطي التبغ. وبلغت الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة 1.8 مليون وفاة في عام 2022، مما يجعله الأكثر فتكاً بين أنواع السرطان.
سرطان الثدي
احتل سرطان الثدي المرتبة الثانية بين أكثر أنواع السرطان شيوعاً، حيث سُجلت 2.3 مليون حالة جديدة في عام 2022، أي ما يعادل 11.6% من إجمالي الحالات. أما عدد الوفيات فقد بلغ حوالي 670,000 حالة، وهو السبب الرئيسي للوفيات بين النساء في العديد من الدول.
سرطان القولون والمستقيم
سرطان القولون والمستقيم كان الأكثر انتشاراً في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا، مع تسجيل 1.9 مليون حالة جديدة عالمياً في عام 2022، وقد أودى بحياة حوالي 930,000 شخص. عوامل الإصابة تضمنت التدخين، والعوامل الوراثية، وتقدم العمر.
سرطان البروستاتا
تم تسجيل حوالي 1.5 مليون حالة جديدة من سرطان البروستاتا بنسبة 7.3% من إجمالي الحالات. وأظهرت الدراسة أن الدول ذات الدخل المرتفع تشهد معدلات إصابة أعلى مقارنة بالدول النامية، مع ضرورة تعزيز الفحص المبكر للوقاية من تزايد الحالات.
سرطان المعدة
سجلت الدراسة تشخيص 1.09 مليون حالة جديدة من سرطان المعدة في عام 2022، مع حوالي 769,000 حالة وفاة. أبرز أسباب الإصابة شملت استهلاك الأطعمة المالحة والمُدخنة، والعدوى ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري، مع تسليط الضوء على العلاج المتقدم الذي يجمع بين العلاج الكيميائي والأدوية المناعية.
أهمية السياسات الصحية
اختتمت الدراسة بالتأكيد على دور السياسات الصحية في مكافحة السرطان، حيث دعت إلى تعزيز التزام الحكومات بتحسين خدمات الرعاية الصحية. وركزت على أهمية الفحص المبكر والوعي الصحي، مؤكدة أن الوقاية هي السلاح الأقوى في مواجهة هذا المرض الملعون.