إن الحياة مليئة بالخلافات التي لا بد منها أحياناً، ليدرك البعض حجمه الحقيقي، كـهذا المتعجرف الذي لا يزال قلبه ينبض بالكراهية والحقد. يتحدث وكأنه صاحب رسالة، أو كأن له حقاً في الأرض التي يتكلم عنها، لكنه في الحقيقة مرض يسعى للانتشار.
هذه المواقف، وإن لم تكن بالحسبان، فقد علمتنا الحياة أن الأردني لم ولن ينحني لهذه الأوهام. هذا الصغير لا يعرف أن الشعب الأردني قدَّم وسَيقُدم النفيس والغالي فداءً لتراب هذا الوطن. عشقنا لتراب الوطن ليس مجرد حديث عابر أو كلمات في قصيدة، بل هو حقيقة راسخة يعرفها الجميع.
أيها المتعجرف، عُد إلى التاريخ وتعلم من معركة الكرامة التي لم تكن يوماً بعيدة، ففيها درس لا يُنسى. فلا تصرخ خارج السرب بلغة لا تفهمها. وإن كان في الكلام متعة، فإن مريم نذرت ألا تتحدث، ونحن رجال أفعال لا أقوال.
هذا النهج المتعصب الذي تتبناه يقتل الحرية التي منحنا الله إياها، ويظهر جهلك بما هو حق. لكن إياك أن تراهن على صبر الأردنيين. تجاهلنا لإساءتك ليس عجزاً عن الرد، بل لأننا نعرف قدر المسيء فتجاهلناه، ونعرف قدر أنفسنا فارتقينا بها فوق كل تفاهاتك.
إحذر جيداً أيها الجاهل، فالأردن عظيم، وأنت أمام جيش باسل لن يتهاون في الدفاع عن الوطن.