الشبيه أو "القرين"... هو اللغز وراء نُسختك الأخرى التي قد ينذر بما لا تتوقعه، وما تتوقعه من أحداث إذا صادفتك؛ كقرين في النوع، أو قرين في المرحلة السنية، أو قرين في هواية، أو رياضة، أو نفس الوظيفة، يحمل ملامحك الخارجية، أو أغلبها، ويتصرف مثلك تماما في كثير من سلوكياتك كطريقة التعبيرات والمشي والحركات وخاصة الطباع، مما يجعلك تفقد صوابك مثلما كان رد فعل نجم هوليوود الأمريكي، دواين جونسون الشهير بـ"الصخرة" عندما قابل "قرينه الشرطي"،، وقد يكون الشبه في الصفات الخارجية لكن مختلفة الشخصيات، مثلما صورتها رواية الشبيه – دوستوفسكي، وتركِّز على ازدواج الشخصية والصراع النفسي الداخلي للشخصية الرئيسية غوليادكين، الموظف الحكومي، الذي يُصادف مراراً شخصاً يُشابهه تماماً في المظهر، ولكنَّه يحمل شخصيَّة مُناقضة للتي لديه، فهو ضعيف الشخصية، منعزلاً عن عالمه، أمَّا قرينه واثق الخُطى وعُدواني ومُنفتح.
ولكن قد نسي أغلبنا أخطر شبه وهو - يخلق من الشبه (41)-؛ لكن هذا النوع مختلف عن عالمنا، حتي لقبه يُفزع ويُرعب الجميع ولا أحد يتمني لقائه ونتجنب أن نعلم عنه أي شيء، كشخص غير مُستحب التعامل أو التواصل معه، فلا ترك أي فرصة تجعله يتسلط عليك وعلي جسدك، وهنا في عالمنا الحالي شبيهات اشتركا في الكثير، واختلفا في القليل من الطباع، فمن الناحية النفسية، تشاركا في أنهما على قدر عالي من السلطة والثقة بالنفس حيث انهما يتجنبان الانفعالات ويحافظان على هدوءهما حتى في احلك المواقف، وكلاهما يستخدم اللغة الجسدية المتزنة الثابتة التي تمتاز بالرزانة والتعقل ولكن كلا على طريقته الشخصية، ويتمتعان كلاهما بالثبات الانفعالي والنفسي في المواقف الحرجة وهى احد اهم صفات القادة القوية، واختلفا في استخدام تعبيرات الوجه للشيعي حسن نصر الله -الأمين العام لحزب الله اللبناني والمغتال في ضربة غير متوقعة من الاحتلال الإسرائيلي - تعبيرات كثيرة ومتنوعة مما يتناسب مع المشهد والقضايا القائمة، على العكس من هشام صفى الدين -ابن خالة الأمين العام السابق حسن نصر الله. ... وهو رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في لبنان منذ عام 1994، والذي يتولى الإشراف على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية للحزب، ويرى الخبراء أنه أعد لتولي قيادة الحزب - فتعبيراته محدودة ولكنها معتدلة، والأول يعشق (نصر الله) الظهور الجماهيري والاعلامي فهو يعتبر شخصية بارزة في الوطن العربي طول ال٣ العقود الماضية، وعلى الرغم من أن الثاني (صفى الدين) قريبهُ، ذا نفوذه في الحزب فهو أقل انفتاحا على الجماهير، ولكن نشاطه الابرز في الشارع (الأفراد ) اللبناني، أما لغة العاطفة: فتمتلك نصر الله في حواره، عكس صفى الدين تحديد أفكاره دائما بشكل محكم وواضح وصريح يعطى انطباع الرسمية، كما يُعتبر (نصر الله) من القادة مُتخذي القرارات عالية الخطورة على العكس صفى الدين له قدر كبير من الحذر في قراراته واستراتيجيات تفكيره.
بالفعل يشبه صفي الدين ابن خالته في الشكل والجوهر وحتى في لثغة الراء. فهذا الرجل القوقازي (صفي الدين) اللون ذو الابتسامة المحدودة التي تدل على قدرته على التعامل والحوار، كان في أحد أهم انشطة في الحزب بل وأبرزها، متعدياً بذلك السياسة لانتقاده اللاذع للولايات المتحدة، ففي عام 2017 عندما تم إدراجه على قائمة الإرهاب، قال صفي الدين "هذه الإدارة الأمريكية المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب، لن تتمكن من المقاومة، ولن تحصلوا على شيء"، مؤكدا أن إجراءات التعسفية والضغوط لن تثبط عزيمة حزب الله.. وحاولت إسرائيل تصفيته حين شن في 14 يونيو هجوما صاروخيا باستهداف منزل صفي الدين في مسقط رأسه في دير قانون جنوبي لبنان، وكان المبنى كان فارغا أثناء الهجوم.
إنهُ رجُلُ، كان في (مصاهرة إيرانية) قوية بقاسم سليماني ونسباً معه (ابنهُ لابنة الأخير)، حيثُ كان يبطن ما لا يُظهره حتى أنه يتحكم عليه إظهار القوة في أكتر المواقف توترًا. كما تدُلُ تعبيراته في لغة الجسد؛ بحركات محدودة ومدروسة، قلة استخدام اليدين وكذلك قلة رمش العين ...حاجبيه ونظراته دقيقة ثابتتان، تدل على اتزان كبير في التفكير واتخاذ القرار، لكنها قد تؤذى نشاطه الاجتماعي في الحزب، فكلامه ذو طابع الوضوح بنمطية سهلة ومرنه تدل على حذر شديد ومخاوف خفيه، وذلك ما جعل "فيليب سميث"، الخبير في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران يقول: "إن نصر الله، بدأ في تجهيز المناصب لصفي الدين داخل مجموعة من المجالس المختلفة في الحزب"، فهل سيأتينا بجديد خلافاً لإبن خالته نصر الله؟، وهل سينتقم له ولغيره من أبرياء وضحايا ومشردين الجنوب اللبناني وغزة؟، خلافاً لإيران التي ضربت إسرائيل بمليون صاروخ ولم تُصب واحداً، مقابل فلسطيني واحد منذ أيام قليلة قد قتل تسعة إسرائيليين في دقائق معدودة.