بالمصادفة ولا غيرها تستطيع أو كانت تستطيع النيل منه، لأنه ببساطة مقاتل لا يختبئ كجبناء الجيش الاحتلالي، ومن يُعاونهم وهي التي تعتبره مهندس هجوم السابع من أكتوبر 2023. -في اعتقادهم فكل الفلسطينيين والجهاديين بل والعرب بمثابة السنوار-، ولعلها لحظة فارقة في مسار الحرب في قطاع غزة بالنسبة لإسرائيل وحلفائها، ومناسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتأكيد أن إدارته للحرب بدأت تؤتي نتائجها. وفق قول "النتن ياهو" في كلمة قصيرة مصورة " لقد تمت تصفية يحيى السنوار على أيدي جنودنا.. لكن الحرب لم تنته بعد.. وعلينا استعادة المختطفين".
إنهم لا يفهمون السياقات التاريخية أو السياسية فهما صحيحا، لأنهم لم ولن يفهموا السياقات البشرية كونهم وحوش كالحيوانات التي تراعي قوانينها، لكنهم لم يراعوا قوانين الأمم المتحدة ولا أنظمتها ولا حتي حقوق الأبرياء.. إذ "يتبجح" "النتن ياهو" في إشارة منه إلى استمراره على نهج الحرب قائلاً: "المهمة لم تكتمل... حماس لن تحكم غزة بعد الآن ... سنواصل الحرب بكامل القوة حتى إعادة الرهائن.. لدى الشرق الأوسط فرصة لوقف محور الشر وإحلال السلام والازدهار".
بمقتل السنوار تكون حكومة نتنياهو قد تمكنت من تحقيق أحد أهدافها العسكرية حيث ظلت قوات الجيش الإسرائيلي تتعقبه منذ أكثر من عام، حتى كانت الصدفة وحدها تُعلن عن تفاصيل الوصول إلى السنوار إلى أن تأكدت السلطات الإسرائيلية من أن الجثة هي فعلا ليحيى السنوار.. الذي خرج من مكونات الطفولة إلى لاجئ إلى ثعلب مُشاغب، في ببيئة متواضعة جدا كأقرانه من الأسر اللاجئة، محاطة بالتحديات اللاإنسانية، إضافة إلى التأثيرات السياسية الناجمة عن صراع الإسرائيلي الفلسطيني، حتى ساعدت على تشكيل وعر سيأسى ونضالي منذ الصغر، منخرطاُ فيها فكان من أوائل من انضموا للعمل العسكري المسلح في غزة، وفى عام ١٩٨٨ تم القبض عليه من قبل القوات الاسرائيلية وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة تخطيط لهجمات ضد إسرائيل، واسهم فى تعزيز البنيه التحتية لحماس من خلال التواصل مع القادة الآخرين داخل وخارج السجن وتم الإفراج عنه فى تبادل الأسرى بما يسمى بوفاء الأحرار عام ٢٠١١، وفى ٢٠١٥ وضعته الولايات المتحدة فى القائمة السوداء للارهابيين الدوليين، واعتبرته إسرائيل العقل المدبر لهجوم طوفان الأقصى فى ٧ اكتوبر العام الماضى وقد رأى المحللين السياسيين ان حركة حماس اختارت أخطر شخصية لقيادتها
فى علم الفراسة تعتبر ملامح الوجه والجسد داله على سمات الشخصية واحيانا على طريقة التفكير والطباع، منظم إلى أقصى حد وهو ما يساعده على معرفة أولوياته فى اتخاذ القرارات والقدرة على القيادة الميدانية، فرغم اعتقالة لفترة طويلة جدا الا انه كافح فى نضاله وعزيمته فى مواصلة المقاومة، إذ تجمع لغة الجسد فى صفاته بين القوة والصلابة مع لمسه من الحذر والدهاء، مما يجعله يبدوا دائما متحكم فى الوضع سواء فى الاجتماعات السياسية او العسكرية، ونادرًا ما تظهر عليه انفعالات مفاجئة أو عفوية، مما يجعله يبدو مسيطرًا على مشاعره حتى في اللحظات الحرجة. هذا يدل على البرود الذهني والاحترافية في التعامل مع المواقف المختلفة.
لكن كما قال "نتن ياهو"، الحرب لم تبدأ، كونه متأكداً على أن الفلسطينيين لم ولن يتوقفوا بمقتل أخر طفل فيهم لأخر جهادي، فالحرب "التي شنتها إسرائيل والتي دمرت غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا قد كشفت عن انقسام خطير في مفهوم حقوق الإنسان ومت العدالة الدولية وأنظمتها، وأن السابع من أكتوبر 2023 يعلمنا أن الأرواح ليست كلها مهمة وأن هناك دولا لا تُحاسب على أفعالها"، وبالفعل تم فضح واشنطن وحلفائها بسبب معاييرهم المزدوجة. فهم يرفضون احتلال أوكرانيا ويفرضون عقوبات على روسيا، ومن ناحية أخرى، يزودون المحتلين الإسرائيليين بالأسلحة، لقتل الأبرياء.. يا لهم من جبناء!!.